حرص أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز من خلال الجلسة الأسبوعية على استضافة عدد من شرائح المجتمع ومسؤولي المنطقة، وشارك فيه الأئمة والخطباء والدعاة والأدباء والمثقفون ورجال التعليم والإعلاميون والشباب، كذلك مشايخ القبائل ومديرو الإدارات والأجهزة الحكومية ورجال الأعمال، حيث يتم خلالها طرح الأفكار والرؤى وتحويلها إلى مشاريع تسهم في تحقيق استراتيجية المنطقة المستندة إلى بناء الإنسان وتنمية المكان. وخلال السنوات الماضية شارك مسؤولو الإدارات الحكومية في منطقة عسير من خلال المجلس الأسبوعي في التطرق للمشاريع التنموية والخدمية في المنطقة والتي تمثلت في مشاريع الأمانة والبلديات ومشاريع الطرق المنفذة في المنطقة والمزمع تنفيذها مستقبلاً والخدمات الصحية المقدمة للمواطنين وسير العملية التعليمية وخدمات شركة الكهرباء والمياه والصرف الصحي. وتعد أسبوعيات المجلس حاضنة لاستقبال الأفكار والمقترحات والمشاريع المقدمة من مختلف شرائح المجتمع، كما أنها قناة تواصل تتيح للمواطن شراكة حقيقية وفاعلة في التطوير والبناء، مستكشفة حاجاته وآراءه وتطلعاته حيال الخدمات والمشاريع التنموية. وتستقبل أسبوعيات المجلس مختلف الفئات الاجتماعية لاستطلاع آرائها التنموية وخصوصا فيما يتعلق بتنمية الإنسان، وهي تتسق مع تطلعات وطموحات أمير منطقة عسير واهتمامه بأن تواكب التنمية العمرانية التي تشهدها مختلف محافظات المنطقة في الوقت الراهن تنمية بشرية ترتقي بإنسان المنطقة. ولم يقتصر مجلس أمير عسير الأسبوعي على مناقشة مشاريع المنطقة وتنميتها، بل تخطى ذلك إلى الاهتمام بقضايا المجتمع من خلال إقرار آلية لتنظيم الديات والحد من المبالغة فيها، كما لم يغفل المجلس تنظيم مواعيد العزاء من خلال وضع اتفاقات شاملة، عمل على دراستها متخصصون من أساتذة الجامعة والمشايخ والقضاة وعدد من مشايخ القبائل. وعلق أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد على محاضرة عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد الدكتور بندر بن عبدالوهاب العامر حول موضوعي العادات والتقاليد المرتبطة بالعزاء والمبالغات في الديات خلال إحدى جلسات سموه الأسبوعية، بأن الدولة السعودية عندما أسسها جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه قامت على الدين الإسلامي الصحيح الدين الوسطي السمح الذي ينبذ كل العادات القبلية السيئة وينبذ التعصبات القبلية. وأكد الأمير فيصل بن خالد خلال الجلسة أنه سيتم تنظيم الديات والعزاء من خلال اتفاق شامل يدرسه متخصصون من أساتذة الجامعة والمشايخ والقضاة من المحاكم وأيضا عدد من مشايخ القبائل، وسيعقد كثير من الاجتماعات لكي تكون سليمة وخالية من الثغرات لكي لا ينفذ من خلالها الذين لا يحبون الخير للناس ومن ثم رفعها إلى سمو وزير الداخلية ليرفعها إلى المقام السامي. وأشار إلى أنه يجب على الجميع أن يتجنبوا العادات السلبية في مراسم العزاء وعدم الإسراف فيها والاقتداء بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في كل مناحي الحياة. وأضاف أمير عسير: بالنسبة لما يتعلق بموضوع المبالغة في الديات فأنا أعتقد أن من يطلب الملايين في دم ابنه أو أخيه أو قريبه فإنه لا يريد الإصلاح، مؤكدا سعيه إلى أن تكون هذه المنطقة رائدة في كل شيء ونموذجا تحتذي به بقية المناطق في كل الأمور وفي جميع المجالات. واتسم مجلس أمير عسير بالشفافية والوضوح من خلال طرح ومناقشة ما يهم المواطن سواء على مستوى الخدمات والتنمية أو قضايا ومشاكل المجتمع، حيث أكد سموه خلال إحدى الجلسات الأسبوعية أن النقد الهادف البناء مطلوب، مبينا أن الجميع معرضون للخطأ، ولكن الشخص السوي هو الذي يعدل عن الخطأ ولا يكابر فيه. في المقابل، أولى أمير عسير بالغ اهتمامه بشباب المنطقة من خلال تخصيص إحدى الجلسات لمجلس شباب عسير، مؤكدًا على ضرورة مشاركة الشباب في اللقاءات الأسبوعية وفي مجلس المنطقة بما يسهم في دفع عجلة التنمية بخطوات ثابتة ومدروسة. ولقي شباب منطقة عسير الإشادة من الأمير فيصل بن خالد لما يتمتع به شباب المنطقة من قدرات هائلة وصفات مميزة وفكر نير أسهمت في بناء الوطن، مؤكدا على دور الشباب الفعال في المشاركة وصنع القرار في كل ما يخدم المنطقة مستقبلا. فيما كان للأمن حضور في مجلس أمير عسير من خلال محاربة التطرف والإرهاب والتصدي لدعاة الفتنة والتفرقة، حيث تم خلال إحدى الجلسات الإشارة إلى دور الحكومة الرشيدة في التصدي للإرهاب ومحاربة الفكر الضال والتأكيد على أهمية الاستماع إلى العلماء من هيئة كبار العلماء وعدم الانسياق إلى دعاة الفتنة والضلال، وأن هناك من يحاول استهداف الوطن في عقيدته وأمنه وشبابه إلا أن خططهم باءت بالفشل في ظل اللحمة الوطنية. كما خصص أمير عسير إحدى جلسات المجلس للحديث عن القرارات الملكية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وما تضمنته من إعادة هيكلة مؤسسات وأجهزة عليا، والتي منها إلغاء اثني عشر مجلساً وجهازاً، كذلك إنشاء مجلسين يرتبطان تنظيمياً بمجلس الوزراء، وهما مجلس الشؤون السياسية والأمنية ويرأسه سمو ولي ولي العهد وزير الداخلية والذي يضم في عضويته تسع وزارات، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ويرأسه سمو وزير الدفاع والذي يضم 22 عضوا. كما استعرض المجلس القرارات المباركة التي حملت بشائر الخير، والتي وصل مجموعها إلى 110 مليارات ريال، والتي تعزز مسيرة الاقتصاد والتنمية والرفاهية للمواطنين رغم ظروف الأسواق النفطية.