ودعت الرياض أمس السبت معرضها الدولي للكتاب لعام 2015 في نسخته التاسعة، الذي أقيم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعدما أكد مرة جديدة أنه بات تظاهرة ثقافية على مستوى المنطقة. وكان وزير الثقافة الإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي افتتح المعرض الذي استمر عشرة أيام تحت عنوان "الكتاب.. تعايش"، ودعيت إليه جنوب أفريقيا ضيفة شرف، وشاركت فيه 915 دار نشر من 29 دولة عربية وأجنبية على مساحة 23 ألف متر مربع في مركز المعارض الدولية بالرياض. وشهد المعرض إقبالا كبيرا من محبي القراءة، حيث تهافت عليه مئات الآلاف من السعوديين والمقيمين وزائري العاصمة، الذين طالب كثير منهم بتعديل توقيت إقامته، وانتقدوا اختيار المنظمين له خارج أوقات الإجازات الرسمية، إضافة إلى مطالبتهم بتميد فترة المعرض المحددة بعشرة أيام مؤكدين أنها فترة قصيرة وغير كافية، آملين أن يتم تغيير موعد المعرض وزيادة الأيام المحددة له إلى شهر كي يتسنى للجميع الحضور والاستفادة من هذا الكرنفال الثقافي الذي لا يتكرر سوى مرة واحدة كل عام. وشهد المعرض هذا العام تطورا ملحوظا في مجالات عدة، منها التوسع في استقبال دور نشر جديدة، وأجنحة لجهات حكومية وخاصة، فضلا عن التسويق الإلكتروني وخدمة الاستعلام، وزيادة عدد منصات التوقيع، والفعاليات الثقافية، إضافة إلى ورش العمل والمحاضرات الثقافية التي ناقشت جملة من المواضيع المهمة، وغيرها من الجوانب التي أسهمت في خدمة القارئ والكاتب والكتاب ودور النشر. وعلى الرغم من اتفاق جميع الناشرين والمهتمين بالثقافة على أن معرض الرياض الدولي للكتاب أصبح أهم المعارض في المنطقة من حيث عدد حضوره وحجم مبيعاته، إلا أنه لم يسلم من الانتقادات، حيث تذمر عدد كبير من زوار المعرض من جشع ومبالغة دور العرض بأسعار الكتب، مطالبين بتدخل إدارة المعرض -التي أعلنت أن دورها يقف عند مطابقة السعر المعلن بسعر البيع- ووزارة التجارة لإيقاف هذا الجشع في مثل هذه التصرفات التي تؤثر على المعرض بشكل خاص والحركة الثقافية بشكل عام. كما لم يخل المعرض من الأحداث المثيرة كعادته في كل عام، حيث تعرض لانتقادات واتهامات عدة منها وجود كتب ومؤلفات مسيئة، واتهامات أخرى بوجود كتب تروج لليهودية، كما طاله هجوم واسع من قبل بعض المحتسبين الذين كان لهم وجود كثيف في كل مكان منه، بما فيها ندواته المصاحبة في موقعه، أو في الإيوان الثقافي الخاص به في فندق مداريم، حيث أحدثوا بعض الجلبة في مرات عدة، وأوقفوا محاضرة للدكتور معجب الزهراني معترضين على تطرقه لتحطيم تنظيم داعش آثار دول مجاورة، كما أدت معارضتهم حضور النساء في الإيوان الثقافي إلى انسحاب عدد من الشعراء المشاركين في الأمسيات المصاحبة. ولوحظ خلال أيام المعرض ارتفاع وعي القراء السعوديين الذين بدؤوا يحرصون على البحث والتدقيق في الكتب التي ينوون اقتنائها على خلاف ما كان يحدث في الماضي من تكديس لكميات كبيرة من الكتب والشراء بحسب عناوين الكتب، حيث نالت الكتب الفكرية اهتماما واسعا من القراء، تلتها بعد ذلك الإصدارات الأخرى المتعلقة بالرواية والشعر والقراءات النقدية، إضافة للحضور اللافت للأطفال والنساء في أيام المعرض.