رسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في خطابه الذي ألقاه أمام مسؤولي الدولة والمواطنين الثلاثاء الماضي، برنامج عمل لاستقرار الدولة وتقدمها ورخائها يستند إلى تثبيت دعائم الوحدة وخدمة المواطن وتنمية الصناعة. وكان واضحا أن الملك سلمان بن عبدالعزيز أراد أن يلعب رجال الأعمال دورا أكبر في الحركة التنموية التي تشهدها البلاد، بتأكيده على أن الدولة تنتظر منهم المزيد من المبادرات نظير الدعم الكبير الذي قدمته الحكومة لهم. وعلق وزير العمل المهندس عادل فقيه في تصريح إلى "الوطن"، على دعوة الملك سلمان للتجار بالمزيد من المبادرات، بقوله "إنه من الجميل أن يذكر مقامه الكريم في كلمته القطاع الخاص بمسؤوليته نحو مواصلة الجهود في تنمية هذا الوطن من خلال توفير فرص التوظيف لأبنائنا وبناتنا المواطنين والمواطنات". وأضاف "أرى أن تذكير مقامه الكريم القطاع الخاص بهذه المسؤولية سيكون دافعا لمواصلة القطاع الخاص بذل المزيد من الجهود في مجال توظيف أبناء وبنات الوطن". بدوره، أكد مدير الجامعة السعودية الإلكترونية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الموسى بأن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مبشرة بمستقبل زاهر وواعد للوطن والمواطن. وأوضح في تصريح إلى "الوطن" بأن الكلمة ركزت على ثلاث نقاط رئيسة هي "الخدمة الاجتماعية، واللحمة الوطنية، والتنمية الصناعية"، وهو ما قال إنه يعبر عن الاهتمام بالمواطن من خلال ملفات السكن والصحة والتعليم في الجانب الأول، والتأكيد على اللحمة الوطنية والتواصل ونبذ الفرقة والتشتت في الجانب الثاني، وعدم إغفال دور رجال الأعمال في التنمية والصناعية بوصفهم جزءا مهما من هذا المجتمع في المحور الثالث. وعلق الموسى على ذلك بالقول إن هذه العناصر الثلاثة مؤشر يبشر بخير ومستقبل مشرق وزاهر. إلى ذلك، أكد اقتصاديون بأن الكلمة الملكية تمثل خارطة طريق للمستقبل ووثيقة تاريخية لعهد جديد يقوم على الوعد والمتابعة ومن ثم الإنجاز، مشيرين إلى أن الكلمة كشفت بوضوح رؤية القيادة الرشيدة في الفترة القادمة، وأنها وضعت نصب عينيها تنمية الوطن والمواطن بالدرجة الأولى وتسخير كل مقدرات الدولة لهذا الهدف. وفي هذا السياق، نوه رئيس غرفة أبها التجارية والصناعية المهندس عبدالله المبطي بمضامين الخطاب الملكي، واصفا إياه بالوثيقة التاريخية التي تعكس مدى استشعاره واهتمامه وحرصه – أيده الله - على الوطن وأمنه، وراحة المواطن ورفاهيته، وما وهبه الله من حكمة وحنكة سياسية استطاع – بعد توفيق الله - أن يقود بها المملكة إلى بر الأمان والاستقرار في هذه الفترة القصيرة لتبوئه مقاليد الحكم. وأكد المبطي أهمية ما جاء في هذه الكلمة من مضامين، ومن بينها سعى المملكة المتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، والعدالة لجميع المواطنين، وإتاحة المجال لهم لتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم المشروعة في إطار نظم الدولة وإجراءاتها، مشددا على ضرورة تطبيق ما أوصى به خادم الحرمين الشريفين من إسهام الجميع في خدمة الوطن. ورأى رئيس غرفة أبها بأن الكلمة الضافية أوضحت خطط المملكة للتنمية والتطوير، وأن أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات، كما أنه - رعاه الله - عازم بحول الله وقوته على وضع الحلول العملية العاجلة التي تكفل توفير السكن الملائم للمواطن، وأنه لم ينس رجال الأعمال ووضعهم في مستوى الشركاء في التنمية ودعم فرص القطاع الخاص ليسهم في تطوير الاقتصاد الوطني. من جانبه، رأى رئيس اللجنة الوطنية العقارية بمجلس الغرف السعودية حمد الشويعر بأن كلمة خادم الحرمين الشريفين كانت شاملة في مضامينها، واضحة في معالمها، مطمئنة على مستقبل الوطن الاقتصادي والأمني والاجتماعي، مشيرا إلى أن الملك المفدى كشف بوضوح توجهات الدولة الخارجية المتزنة والحكيمة، التي تعتمد على أسس ثابتة نابعة من تعاليم الدين الحنيف، وتراعي مصلحة الوطن بشكل خاص، والعالم العربي والإسلامي بشكل عام. وأشاد بتوجيه الملك سلمان إلى ضرورة حل قضية الإسكان بأسرع وقت، ودعوته - حفظه الله - لرجال الأعمال إلى القيام بدورهم باعتبارهم شركاء في التنمية. إلى ذلك، قال الكاتب الاقتصادي الدكتور عبدالله بن ربيعان إن الكلمة الملكية تضمنت خمس نقاط ذات طابع اقتصادي وهي السعي المتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، التي تعنى بالاقتصاد الكلي السعودي، الذي يعد حجر الزاوية في الطفرة الحالية، مبينا أن إعادة توزيع المشاريع على خريطة الوطن أمر حيوي مهم للتنمية ولتوفير فرص العمل والمتاجرة والنمو لكل منطقة سعودية. وأضاف بأن توزيع التنمية سيقود إلى التوازن بين مناطق المملكة، ووقف الهجرة الكبيرة للمناطق الثلاث الكبيرة (الرياض، مكةالمكرمة، الدمام)، التي يقطنها حاليا ما يزيد على 66% من إجمالي سكان المملكة، في حين يتوزع الثلث الباقي من السكان على عشر مناطق أخرى. ونوه الربيعان بما أشار إليه الملك المفدى عن سعي الحكومة لتقليل آثار انخفاض النفط على التنمية، وحصرها في حدها الأدنى. خطاب الملك يحفز المسؤولين على متابعة الخدمات جازان: عصام عريشي تزامنا مع خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للشعب السعودي مساء أول من أمس، والذي دعا فيه أمراء المناطق والمسؤولين إلى استقبال المواطنين والاستماع إليهم، ورفع ما قد يبدونه من أفكار ومقترحات، وجه أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز محافظ ضمد ماجد بن عبدالهادي بن ختلة، بضرورة تنفيذ جولات ميدانية للوقوف على خدمات المواطنين على الطبيعة. من جانبه، كشف محافظ ضمد في تصريح إلى "الوطن" أمس أن خطاب خادم الحرمين الشريفين كان أكبر محفز للهمم من خلال الإحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتق كل مسؤول حيث تم تنفيذ جولة ميدانية أمس بتوجيه من أمير المنطقة، وبمشاركة جميع شرائح المجتمع، مشيرا إلى أن حرص واهتمام أمير جازان على تنفيذ الجولات الميدانية هو تحقيق لتطلعات القيادة الرشيدة، وذلك باستقبال المواطنين وإشراكهم في الجولات لتدوين جميع ملاحظاتهم واقتراحاتهم. المواطن محور الاهتمام الملكي الرياض: سليمان العنزي أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور عادل المكينزي، أن كلمة خادم الحرمين أعطت محددات أساسية لسياسة المملكة الداخلية والخارحية، مشددا على أن المواطن كان المحور الرئيس في كلمته، حفظه الله، التي وجه فيها رسالة واضحة إلى مجلس السياسة والأمن، ومجلس الاقتصاد والتنمية المسؤولَين عن تنفيذ وترجمة الخطط التي رسمها الملك في كلمته، بضرورة العمل على أن يكون هناك ثمار واضحة للتنمية يتذوقها المواطن. وأشار إلى أن خادم الحرمين كان له التفاتة واضحة إلى الجوانب الاقتصادية والتنموية كتوفير السكن للمواطنين وتطرقه إلى الخطة التنموية وتأكيده على مواصلة السير فيها قدما، ما يعطي مؤشرا ودلالة هامة على وجود رؤية واضحة لدى الملك سلمان للاستمرار في الخطة التنموية الكبيرة التي وضعتها المملكة وتعمل حاليا على استكمالها، إضافة إلى تطرق الملك سلمان في كلمته إلى مكانة المملكة عربيا وإسلاميا وإقليميا وعالميا، والمعاهدات الدولية.