أكد اقتصاديون أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - التي وجهها أمس الأول إلى المواطنين تمثل خارطة طريق للمستقبل ووثيقة تاريخية لعهد جديد يقوم على الوعد والمتابعة ومن ثم الإنجاز، مشيرين إلى أن الكلمة كشفت بوضوح رؤية القيادة الرشيدة في الفترة المقبلة وأنها وضعت نصب عينيه تنمية الوطن والمواطن بالدرجة الأولى وتسخير كافة مقدرات الدولة لهذا الهدف. ورأى الكاتب الاقتصادي محمد السويد أن كلمة الملك جاءت لتؤكد استمرار المملكة في تطبيق خططها التنموية المعتمدة خلال السنوات الماضية، وتطوير هذه الخطط لتتواءم مع المتغيرات الاقتصادية العالمية والإقليمية، مشيرا إلى أنه - حفظه الله - دعا إلى استمرار المملكة في سياسة التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة في الخطط التنموية التي تتبعها مرافق الدولة. ونبه السويد في تصريح ل»واس» إلى أهمية ما ذكره الملك المفدى من تشجيع ودعم المؤسسات المتوسطة والصغيرة على النمو ودعمها لتكوين قاعدة اقتصادية متينة لشريحة كبيرة من المجتمع، مبينا أن المتابع للشأن الاقتصادي يلمس الكثير من شواهد وسياسات الدعم الحكومي لهذا القطاع الواعد خلال السنوات القليلة الماضية، معربا عن اعتقاده باستمرار هذا الدعم بطريقة مختلفة، وأنه من المرجح أن نشهد الكثير من التعديلات في التنظيمات القانونية في سبيل دعم مؤسسات هذا القطاع من مختلف المؤسسات والوزارات الحكومية وعلى رأسها وزارتا التجارة والصناعة والعمل. وحول ما تطرق إليه خادم الحرمين الشريفين من انخفاض أسعار البترول وأن ذلك لن يؤثر في مسيرة التنمية الاقتصادية للمملكة واستمرارها في الاستثمار في البحث والتنقيب عن النفط والغاز والثروات الطبيعية الأخرى، أفاد محمد السويد أن هذا الإصرار في استمرار خطط التنمية بغض النظر عن انخفاض الأسعار يعد مؤشراً مهماً على حرص ملكنا - حفظه الله - على انفاق مدخرات البلاد في المكان المناسب وهو تنمية المواطن والتركز على رفاهيته، وهو ما بدا واضحا في تناوله لحل جميع المسائل المتعلقة بالمواطنين كالسكن والوظائف ورفاهيته بشكل عام. وانتهى السويد إلى أن خطاب الملك - حفظه الله - حرص بشكل ذكي جدا على الحديث مباشرة لكل الأطراف المهمة في العملية التنموية في البلد، وأشار مباشرة إلى أهمية انخراط رجال الأعمال في العملية التنموية عن طريق العمل على إطلاق مبادرات تسهم في التوظيف والخدمات الاقتصادية والاجتماعية، وتنمية المسؤولية الاجتماعية لدى هذه المؤسسات التجارية، وحث أبناء المملكة على استغلال الفرص التعليمية التي توافرت سواء عن طريق التعليم محلياً أو عن طريق الابتعاث والمساهمة في المسيرة التنموية في البلد بشكل فعال. وثيقة تاريخية بدوره، نوه رئيس غرفة أبها التجارية والصناعية المهندس عبد الله المبطي بمضامين خطاب خادم الحرمين الشريفين، واصفا إياه بالوثيقة التاريخية التي تعكس مدى استشعاره واهتمامه وحرصه – أيده الله - على الوطن وأمنه، وراحة المواطن ورفاهيته، وما وهبه الله من حكمة وحنكة سياسية استطاع – بعد توفيق الله - أن يقود بها المملكة إلى بر الأمان والاستقرار في هذه الفترة القصيرة لتبوئه مقاليد الحكم. كما أكّد على أهمية ما جاء في هذه الكلمة من مضامين، ومن بينها سعى المملكة المتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، والعدالة لجميع المواطنين، وإتاحة المجال لهم لتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم المشروعة في إطار نظم الدولة وإجراءاتها، مشدداً على ضرورة تطبيق ما أوصى به خادم الحرمين الشريفين من إسهام الجميع في خدمة الوطن. ورأى رئيس غرفة أبها في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن الكلمة الضافية أوضحت خطط المملكة للتنمية والتطوير، وأن أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات كما أنه - رعاه الله - عازم بحول الله وقوته على وضع الحلول العملية العاجلة التي تكفل توفير السكن الملائم للمواطن، وأنه لم ينس رجال الأعمال ووضعهم في مستوى الشركاء في التنمية ودعم فرص القطاع الخاص ليسهم في تطوير الاقتصاد الوطني. بناء اقتصاد سعودي قوي من جانبه، رأى رئيس اللجنة الوطنية العقارية بمجلس الغرف حمد الشويعر أن كلمة خادم الحرمين الشريفين كانت شاملة في مضامينها، واضحة في معالمها مطمئنة على مستقبل الوطن الاقتصادي والأمني والاجتماعي، مشيراً إلى أن الملك كشف بوضوح توجهات الدولة الخارجية المتزنة والحكيمة، التي تعتمد على أسس ثابتة نابعة من تعاليم الدين الحنيف وتر اعي مصلحة الوطن بشكل خاص، والعالم العربي والإسلامي بشكل عام. ونوه الشويعر بما أكد عليه الخطاب السامي الكريم بأن الدولة مستمرة على النهج الذي سارت عليه منذ تأسيسها والقائم على الشريعة الإسلامية الغراء والعدل الاجتماعي، لافتاً النظر إلى أنه رعاه الله شدد على أن العدالة بين المواطنين هي الأساس في ذلك وأنه لا فرق بين فئات المجتمع، ولا يقبل ما يضر أو يخل باللحمة الوطنية، كما أنه وجه حديثه إلى أبنائه وبناته بنبرة أبوية حانية حثهم فيها على التمسك بالقيم الإسلامية والعمل على خدمة وطنهم بالتسلح بالعلم والمعرفة. وأشاد الشويعر بما وجه به خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بضرورة حل قضية الإسكان وإيجاد حلول عاجلة لتوفير السكن الملائم لجميع المواطنين المحتاجين له بأسرع وقت، ودعوته - حفظه الله - لرجال الأعمال للقيام بدورهم وأنهم شركاء في التنمية، وأن الدولة تعمل على دعم القطاع الخاص وتسهيل السبل ليقوم بواجبه ليكون الشريك الفعال القوي للدولة في تنفيذ خطط الدولة التنموية لرفعة الوطن وتهيئة البنية التحتية الضرورية لحياة المواطن للمشاركة في بناء اقتصاد سعودي قوي يجاري اقتصاديات الدول المتقدمة وحث - حفظه الله - القطاع الخاص على إتاحة الفرص لتوظيف الشباب السعودي. خمس نقاط ذات طابع اقتصادي وقال الاقتصادي الدكتور عبدالله بن ربيعان إن كلمة الملك كانت ضافية وشاملة ومتضمنة لكل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تهم المواطن في الوقت الحالي، مؤكدًا أن توقيتها جاء في أوانه الصحيح، وفي وقت كان الجميع ينتظر رؤية الملك، ورأيه في الشأن المحلي، والشأن الإقليمي والدولي. وقال إن الكلمة السامية تضمنت خمس نقاط ذات طابع اقتصادي وهي السعي المتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، التي تعنى بالاقتصاد الكلي السعودي، الذي يعد حجر الزاوية في الطفرة الحالية، مبينًا أن إعادة توزيع المشاريع على خريطة الوطن أمر حيوي مهم للتنمية ولتوفير فرص العمل والمتاجرة والنمو لكل منطقة سعودية. وأضاف أن توزيع التنمية سيقود إلى التوازن بين مناطق المملكة، ووقف الهجرة الكبيرة للمناطق الثلاث الكبيرة (الرياض، مكةالمكرمة، والدمام)، التي يقطنها حاليا ما يزيد عن 66 % من إجمالي سكان المملكة، في حين يتوزع الثلث الباقي من السكان على عشر مناطق أخرى. ونوه الربيعان بما أشار إليه الملك المفدى عن سعي الحكومة لتقليل آثار انخفاض النفط على التنمية، وحصرها في حدها الأدنى، مؤكدا أنه حديث تطمين يبعد التخوف الذي يبديه البعض من توقف المشاريع نتيجة انخفاض أسعار النفط، وأن الملك تطرق لذلك عندما قال إن «ما يمر به سوق البترول من انخفاض للأسعار، له تأثير على دخل المملكة، إلا أننا سنسعى إلى الحد من تأثير ذلك على مسيرة التنمية». وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - تحدث عن تنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد الكلي على مصدر وحيد ناضب تحدد أسعاره في السوق العالمية دون تدخل منا أو مقدرة على تغيير الأسعار إلا في أضيق الحدود، مشيرًا إلى أن من يستعرض عائد الصادرات من العملة الصعبة يجد أن الاعتماد على النفط كان يتزايد عاماً بعد آخر، وهو أمر يقلق الاقتصاديين كثيراً، فجاء حديث الملك عنه كوعد ملزم للجميع بتغيير هذا الوضع، والسعي نحو تنمية مصادر دخل أخرى لا تتأثر كثيراً بأزمات وأحداث العالم السياسية والاقتصادية كما هو النفط. مواصلة البناء والتنمية المستدامة من جهته قال الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالله المغلوث إن كلمة خادم الحرمين الشريفين جاءت لتعزز الثقه بين ولي الأمر والحاكم والشعب، حيث أشار جلالته إلى أن هذا المواطن يمثل جل اهتمامه وعنايته وهذا ما أشار إليه أن لا فرق بين مواطن وآخر ولا بين منطقة وأخرى بل أكد جلالته على مواصلة التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة وإن مواصلة البناء والتنمية المستدامة إحدى ركائز الخطط القادمة. واضاف المغلوث أن التعبير عن الرؤى وإيصال الحقائق بالوسائل النظامية لهو تأكيد من جلالته «حفظه الله» على أهمية الإعلام وقد ركز جلالته على أن رخاء الشعوب لا يكون إلا بالأمن والاستقرار وها نحن نعيش في هذه البلاد الكريمة بالأمن والاستقرار والاحترام بين كافة شرائح المجتمع. وتابع: توجيه جلالته بمراجعة أنظمة الأجهزة الرقابية لهو حرص منه على الارتقاء بأدائها وأن هذا التوجيه الكريم يسهم في القضاء على الفساد ويحفظ المال العام ويضمن محاسبة المقصرين والمتهاونين. وأضاف: حرص خادم الحرمين على أن يسهم القطاع الخاص ورجال الأعمال في نمو وتطور الاقتصاد الوطني، كما شدد على أهمية الإسهام في مجالات التوظيف وتنمية الخدمات الاجتماعية الاقتصادية ولفت النظر إلى أن الكلمة السامية تطرقت إلى الموضوعات الحيوية للمواطنين في قضايا السكن والتعليم والصحة وأنه سيعمل على تحقيق الرفاهية للمواطنين وحل تلك القضايا ورأى أن الخطاب الملكي كان شاملاً وجامعاً ومبهجاً لكل مواطن سعودي.