لا زالت جماعة الحوثي تراوح محلها وتناقض نفسها، مواصلةً الانقلاب على الشرعية، وحرصها على قطع أي طريق قد يمهد للحوار والسير باليمن إلى بر الأمان، بدلا من تفكك الدولة، الذي اقتضاه انقلابهم على الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، ووضع جميع أعضاء الحكومة المعترف بها دولياً رهن الإقامة الجبرية. فما إن وافقت دول مجلس التعاون على نقل طاولة الحوار إلى العاصمة السعودية الرياض، بغطاء خليجي وعربي بلغ سقفه الأعلى، حتى خرجت الجماعة للقول بأن دول المجلس "غير محايدة"، مما أثار استغراب الشارع اليمني، الذي واجه تلك الحجج "الحوثية" بالتساؤل "هل طهران هي المحايدة؟"، باعتبار أن الجماعة، كما يرى اليمنيون- تُدار من الخارج- في إشارة إلى إيران. ويقلل المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي، في تصريحات ل "الوطن" من أهمية أعذار جماعة الحوثي الانقلابية، وواجهها بالقول "دول مجلس التعاون حتما ترى أن أمن واستقرار اليمن جزءٌ لا يتجزأ من أمنها، ومن هذا المنطلق، تكمن الرغبة الخليجية في نقل الحوار المتعطل أصلاً من العاصمة المحتلةصنعاء إلى الرياض". مشيراً إلى أن نقل الحوار إلى العاصمة السعودية وجد تجاوبا عالميا منقطع النظير. وأن المملكة مقبولة من جميع الأطراف لإدارة حوار بناء. وذهب بادي الذي تحدث للصحيفة أمس عبر الهاتف، إلى أبعد من ذلك، حين قال "قرار جماعة الحوثي في طهران وليس في صنعاء. هذه هي الحقيقة". في سياق أمني، قتل ضابط في جهاز المخابرات العسكرية في محافظة حضرموتجنوب شرق البلاد، أمس، في ثالث حادث من نوعه في أقل من أربعة أيام. وقال مسؤول أمني بارز طلب عدم الكشف عن هويته إن المهاجمين كانا على دراجة نارية وأطلقا الرصاص على الضابط في جهاز المخابرات العسكرية في مدينة القطن بحضرموت، صالح خير الله وهو يقود سيارته فاعترضوا طريقه وأطلقوا عليه وابلا من الرصاص ولاذوا بالفرار. ولم يتضح من يقف وراء الهجوم. وأضاف المسؤول إن مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة أطلقا النار كذلك أول من أمس من دراجة نارية على المساعد في الأمن العام عبد الجبار عبدالله محمد داود في قلب مدينة الحوطة عاصمة لحج، ولاذوا بالفرار إلى جهة غير معلومة. كما اغتال مسلحون مجهولون على دراجة نارية الضابط في جهاز الأمن عادل اللوزي أمام منزله في لحج. وكانت القبائل المسلحة قد شنت في وقت متأخر أول من أمس هجوما عنيفا على تجمع لميليشيات الحوثي في منطقة حمة صرار بقفية بمحافظة البيضاء وسط اليمن، وقتلت أكثر من ثمانية حوثيين. وأضافت المصادر أن مسلحي القبائل تمكنوا من الاستيلاء على أسلحة ومعدات عسكرية تابعة للجماعة المتمردة. ويأتي هجوم المسلحين القبليين على ميليشيات الحوثي بالتزامن مع استهداف مسلحين قبليين مجموعتين عسكريتين للجماعة نفسها، الأولى في منطقة الزاهر الحميقان، حيث نصب مسلحو القبائل كمينا لسيارة إمداد للحوثيين، ما أسفر عن مقتل جميع من فيها، والثانية وسط مدينة البيضاء.