في تقرير أممي جديد يفند جرائم نظام بشار الأسد في سورية، ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أول من أمس بالتصعيد الكبير من جانب قوات النظام ضد المدنيين من خلال الهجمات التي تشنها في مدن سورية عدة، مخلفة عشرات الآلاف من الضحايا وملايين النازحين. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة في التقرير ال12 الذي يرفع إلى مجلس الأمن حول هذه الحرب التي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 210 آلاف قتيل و12 مليون نازح ولاجئ، إلى اتخاذ تدابير عاجلة لرفع الحصار الذي يعاني منه المدنيون في مدن في سورية عدة، مطالبا أعضاء مجلس الأمن ال15 بوضع حد للقصف بالبراميل المتفجرة من قبل قوات النظام، ووقف استخدام الحصار ومنع الخدمات عن السكان كسلاح حرب. وأشار بان كي مون إلى الهجمات التي شنتها قوات النظام خلال يناير الماضي في دمشق وريفها وفي الغوطة الشرقية، لافتا إلى أن قوات الأسد نفذت عمليات قصف جوي بواسطة البراميل المتفجرة في الغوطة الشرقية واستخدمت صواريخ أرض أرض.وندد بان كي مون من خلال التقرير الذي تضمن تدابير عدة يفترض إعطاؤها الأولوية، منها فك الحصار عن 212 ألف مدني وضمان وصول مساعدة طبية، بعدم اكتراث الأسرة الدولية للنزاع في سورية، وقال "إن هذا النزاع أصبح شأنا عاديا"، لافتا إلى ضرورة إيجاد حل سياسي للنزاع في هذا البلد. وفيما يبحث مجلس الأمن الوضع الإنساني في سورية خلال اجتماع يعقد الأسبوع الجاري، طلب المفوض الأعلى للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين أول من أمس من نظام الأسد الإفراج عن الناشطين في مجال حقوق الإنسان، من ضمنهم محتجزون منذ سنوات. وقال رعد الحسين "إن أوضاع المعتقلين في السجون مقلقة، إذ تتحدث تقارير عن عمليات تعذيب وإساءات أخرى على صعيد المعاملة، وعن ظروف اعتقال رهيبة". من جانبه، أكد عضو الائتلاف السوري المعارض هادي بحرة أن مبادرة المبعوث الأممي لسورية ستيفان دي ميستورا تحتاج إلى مناقشة في التفاصيل، مشيرا إلى أن وقف القصف يجب أن يشمل جميع المدن وليس حلب فقط. ميدانيا، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى فشل الهجوم الذي شنته قوات النظام على مناطق شمال مدينة حلب، مؤكدا استعادة مقاتلي المعارضة قرية حردتين بشكل شبه كامل، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، ولافتا إلى أن الاشتباكات مستمرة في محيط قرية باشكوي في ريف حلب الشمالي بالتزامن مع قصف جوي لقوات النظام.وأرجع المرصد فشل الهجوم إلى عدم قدرة قوات النظام على استقدام تعزيزات إلى المنطقة بسبب تردي حالة الطقس والمعارك الشرسة، وتحدث ناشطون عن قصف قوات النظام مناطق في القلمون الشرقي في ريف دمشق.من ناحية ثانية، سيطرت وحدات كردية وكتائب في المعارضة المسلحة على 19 قرية داخل محافظة الرقة، معقل تنظيم "داعش"، وذلك في إطار هجومها المضاد المستمر منذ 26 يناير الماضي، بعد استعادة السيطرة على عين العرب "كوباني" في شمال البلاد من التنظيم المتطرف.إلى ذلك، قال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أمس، وبعد ساعات من توقيع أنقرة وواشنطن اتفاقا لتدريب وتجهيز قوات المعارضة السورية: إن بلاده تسعى مع الولاياتالمتحدة إلى بدء برنامج لتدريب وتجهيز مقاتلين سوريين معتدلين في أوائل مارس المقبل.