أكدت مصادر فشل الهجوم الذي شنته قوات النظام السوري على مناطق شمال حلب، وتكبد الطرفان «جيش الأسد والمعارضة» خسائر بشرية فادحة، واستعاد مقاتلو المعارضة السورية السيطرة بشكل كامل على قرية رتيان شمال حلب بعد يوم واحد من استيلاء القوات النظامية ومسلحين موالين لها على قريتي باشكوي وحردتنين بريف حلب الشمالي، في حين عرض فصيل معارض أسرى من القوات النظامية اعتقلوا إثر معارك قتل فيها عشرات من الطرفين، كما اقتحمت فصائل المعارضة قرية باشكوي شمالي حلب من محاور عدة، وان اشتباكات عنيفة دارت بينها وبين قوات النظام المدعومة بجماعات موالية لها، بينها حزب الله اللبناني، وأعلنت تشكيلات الجبهة الجنوبية بدء معركة «توحيد الراية» بهدف تحرير عدة مواقع بين ريفي درعا ودمشق الغربيين، لفك الحصار المفروض على مدينة كناكر، كما تهدف المعركة الى منع قوات الأسد من التقدم في منطقة مثلث (ريف دمشق - درعا - القنيطرة). فشل الهجوم الأسدي وفي التفاصيل، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الهجوم الذي شنته قوات النظام السوري على مناطق عدة شمال مدينة حلب يتجه الى الفشل، مشيرا الى تكبد الطرفين خسائر بشرية فادحة. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس امس الخميس «تمكنت الفصائل المقاتلة والإسلامية من استعادة السيطرة على قرية حردتنين بشكل شبه كامل، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي لا تزال مجموعة منها محاصرة في القرية». وأشار الى ان «الاشتباكات استمرت بعنف في محيط قرية باشكوي في ريف حلب الشمالي بين الطرفين، مترافقا مع قصف جوي لقوات النظام». وباشكوي هي القرية الأخيرة بين المناطق التي تقدمت اليها قوات النظام منذ الثلاثاء في محاولة لقطع طريق الإمداد الرئيسي على مقاتلي المعارضة المتواجدين في أحياء مدينة حلب الشرقية ومحاولة فك الحصار عن قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي. ورجح رامي عبدالرحمن مدير المرصد «فشل الهجوم، بسبب عدم قدرة قوات النظام على استقدام تعزيزات الى المنطقة بسبب تردي حالة الطقس والمعارك». وتسببت هذه العملية العسكرية المستمرة منذ فجر الثلاثاء بمقتل تسعين عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وهم، بحسب المرصد، من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، كما قتل في المعارك أكثر من ثمانين مقاتلا معارضا بينهم 25 من جنسيات غير سورية. واشار المرصد الى ان المقاتلين أسروا 32 جنديا ومسلحا مواليا لهم، بينما أسرت قوات النظام أكثر من أربعين مقاتلا. وتزامنت هذه المعركة مع اعلان المبعوث الدولي الى سوريا ستافان دي ميستورا ان النظام السوري مستعد لوقف قصفه الجوي والمدفعي على مدينة حلب لمدة ستة أسابيع لإتاحة تنفيذ هدنة مؤقتة في المدينة. أسرى وقتلى وعرض «فيلق الشام» -أحد فصائل المعارضة السورية- صورا لمن قال إنهم عناصر من القوات النظامية تم أسرهم في المعارك الدائرة بريف حلب الشمالي. وقالت مصادر من المعارضة السورية إن ما قرابة سبعين جثة لجنود نظاميين ومسلحين موالين لهم وصلت إلى المستشفى العسكري بمدينة حلب إثر الهجوم الذي شنته القوات النظامية على مناطق المعارضة في قرى باشكوي ورتيان وحردتنين. معركة «توحيد الراية» من جهتها، قالت الهيئة السورية للإعلام ان الجبهة الجنوبية شهدت إعلان تشكيلات الجبهة معركة «توحيد الراية» في هجوم مضاد على قوات الحرس الثوري وميليشيا حزب الله اللبناني، بالتزامن مع تواصل الاشتباكات في أنحاء من دمشق وريفها. وتمكنت التشكيلات من تحرير مساحات واسعة خلال الساعات الأولى من إطلاق المعركة، مشيرا إلى أن الاشتباكات أسفرت عن تدمير دبابتين لقوات الأسد بمحيط تل مرعي، كما اندلعت اشتباكات عنيفة على أطراف حي المنشية بدرعا البلد، في حين تعرضت بلدتي المزيريب وعتمان لقصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات الأسد. وفي دمشق، اندلعت اشتباكات متقطعة على أطراف حي جوبر تزامنت مع قصف من قبل النظام على الحي، في وقت تعرض فيه حي القابون لقصف بقذائف الدبابات. واستهدفت حواجز الأسد المحيطة بمدينة الزبداني منازل المدنيين بالرشاشات الثقيلة وبقذائف المدفعية، فيما تعرضت مدينة عربين لقصف مدفعي مكثف. تدريب المعارضين الى ذلك، ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاغون» أنها حددت 1200 مقاتل من المعارضة السورية «المعتدلة» تتوافر لديهم «إمكانية» أن يتم تدريبهم على قتال تنظيم داعش. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إنه لم يجر بعد تدريب هؤلاء الأفراد، ولابد من خضوعهم لمزيد من التدقيق والفحص، وأضاف أنه في نهاية المطاف سيتم تجهيزهم «ليعودوا ويدافعوا.. عن مواطنيهم». وأوضح كيربي أنه لم يتم اتخاذ أي قرار حول توفير دعم جوي أمريكي أو دعم آخر لهؤلاء المقاتلين عندما يعودون من التدريب، «لكننا ندرك أنه سيكون علينا بعض المسؤوليات» بعد اكتمال التدريب. وأضاف أن تلك القوات ستقوم فقط بمكافحة مسلحي تنظيم داعش في سوريا وليس محاربة نظام بشار الأسد. ومضت خمسة أشهر منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما نيته لبدء تدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة للتصدي لداعش. ووافق الكونغرس في سبتمبر على المال والخطط اللازمين للتدريب.