أكدت صاحبة مشروع "عسير.. حلة العمران" آنا كلينغمان أن اختيار منطقة عسير لتنفيذ المشروع ضمن فعاليات قرية العكاس في مدينة أبها بتنظيم من الهيئة العامة للسياحة والآثار وجامعة دار الحكمة اعتبارا من غد، يأتي نظرا لكون المنطقة غنية بالتراث ولها مزيج مثالي من طبيعة خلابة وثقافة عريقة وتواؤم لا مثيل له من هندسة معمارية ومناظر كلوحة متناغمة وحرف يدوية تقليدية فريدة من نوعها وفنون متميزة. وقالت كلينغمان "هُجرت البيوت التقليدية في منطقة عسير خلال فترة الأربعين سنة الماضية من سكانها ونتيجة لهذا الهجر وقعت في الاضمحلال السريع، ومهمة المشروع الحفاظ على التراث المعماري للمنطقة من أجل أجيال المستقبل، وهدفنا هو إنعاش القرى التاريخية عن طريق دمج تقنيات البناء القديمة مع تقنيات حديثة مستدامة، ومنح الفرصة للأسر المنتجة من خلال تحويل الحرف التقليدية القديمة إلى فن مربح وتفعيل دورهم في المجتمع، كما أن لدينا رؤية تتمثل في إبراز عسير كمنطقة رائدة في عملية الحفاظ على التراث، وذلك من خلال استخدام أساليب متطورة في الحفاظ على القرى التقليدية، بنسج العمارة التقليدية والتاريخ في ظل السياق العالمي الدارج من وسائل إعلام حديثة وفنون وتكنولوجيا متطورة". وأشارت إلى أن معرض الفن في قرية العكاس سيخاطب جميع الحواس باستخدام التقنيات الحديثة والمستدامة على المدى القصير وسيجعلها مركزا للفن والتكنولوجيا ويجعلها على المدى البعيد مؤسسة للفن المعاصر والحرف مع مجموعة معارض دائمة ومتغيرة ومركزا تعليمية للعلوم الجديدة والتقنية والبيئة". وعن سبب التركيز على الفن، قالت "الفن يستطيع أن يخلق وعيا للتراث الفني الغني في عسير، ويعيد إحياء الهوية الغنية فيها، ويجعلها واجهة المستقبل"، مشددة في الوقت ذاته على أن الفن يستطيع أن يعزز قيمة المكان ويكسبها خبرة مختلفة، مستشهدة بتجربة مهرجان الضوء في نيويورك.