تجاهل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تحذيرات موسكو من مقاطعته للمحادثات التي تنوي موسكو إطلاقها بين نظام الأسد والثوار، مشيرا إلى تمسكه بشرطه الرئيس المتضمن الاتفاق على إزاحة نظام الأسد وعدم وجوده في أي عملية انتقالية قبيل الدخول في أي محادثات. وقال المتحدث الرسمي باسم الائتلاف الوطني سالم المسلط في تصريحات أمس إن الائتلاف الوطني لم يشكل بعد الوفد الذي سيمثله في لقاءات القاهرة المزمع عقدها في الفترة المقبلة ضمن إطار الحوار السوري - السوري، مضيفا أن الائتلاف يركز حاليا على مبادئ الحوار، بينما تشكيل الوفد يأتي في مرحلة لاحقة. ونوّه المسلط بأن الهدف من عقد اللقاء هو بلورة موقف موحد لجميع مكونات المعارضة السورية وذلك لخدمة الثورة السورية وتحقيق عملية انتقالية تضمن تطلعات الشعب السوري وتحترم ثوابت الثورة التي حددها الشعب السوري في بناء دولة الحرية والكرامة والديمقراطية. وأضاف بأن المكان الطبيعي للأسد هو السجن والوقوف أمام محكمة عادلة. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد هدد أول من أمس بأن ممثلي المعارضة السورية سيخاطرون بفقدان تأثيرهم في جهود السلام إذا لم يشاركوا في محادثات مزمع عقدها بموسكو. ووجه رفض شخصيات كبيرة في المعارضة المشاركة في الاجتماع المقرر بين يومي 26 و29 يناير الجاري ضربة إلى الجهود الروسية لإيجاد حل للصراع السوري. وكان الائتلاف الوطني السوري قد قال في رفضه الدعوة للمشاركة في المحادثات في السابع من الشهر الجاري إنه لن يشارك في المحادثات إلا إذا كانت ستؤدي إلى رحيل الأسد عن السلطة. واتهم روسيا بأنها شريكة لنظام الأسد وليست وسيطا محايدا بسبب دعمها للنظام. في سياق ميداني، قالت مصادر إعلامية إن كتائب المعارضة وقوات النظام توصلا لاتفاق لوقف إطلاق النار في حي الوعر غربي مدينة حمص. بينما دخلت مساعدات غذائية لبلدة يلدا بريف دمشق الجنوبي. ونقل المراسل عن مصدر مطلع أن الاتفاق ينص على وقف إطلاق النار لمدة عشرة أيام داخل حي الوعر بين الطرفين يبدأ تنفيذه من الأمس. كما ينص الاتفاق على أن تسمح قوات النظام السوري بإدخال المواد الغذائية والمحروقات للحي المحاصر منذ نحو عامين. هذا وقد دخلت أمس الدفعة الأولى من المواد الغذائية والمحروقات للحي الذي يعد آخر حي في مدينة حمص تسيطر عليه المعارضة. يشار إلى أن أكثر من 300 ألف مدني سوري في ريف حمص يعيشون بلا خبز عقب تشديد قوات النظام حصارها على الريف، مما أسفر عن توقف دخول الطحين. وزادت العاصفة الثلجية التي تجتاح البلاد من معاناة السكان بينما حذر ناشطون من مجاعة صارت وشيكة في حال استمر انقطاع الطحين.في هذه الأثناء دخلت قافلة مساعدات غذائية إلى بلدة يلدا المحاصرة في ريف دمشق الجنوبي وذلك للمرة الثانية خلال أسبوع.