يستأنف الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله جلساته اليوم، حيث تنطلق الجلسة الثانية في مقر رئاسة مجلس النواب في "عين التينة"، ويرجّح اعتماد الإجراءات نفسها التي اعتمدت في الجلسة الأولى، وسيبدأ البحث خلالها في جدول الأعمال. ومن المقرر أن يبدأ الوفدان في مناقشة الخطوات والآليات التي من شأنها تخفيف حدة الاحتقان المذهبي. وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره أن هذا البند سيناقش بجدية وعمق، "ويحتاج إلى تعاون مشترك لَمستهُ لدى الطرفين المتحاورين في الجلسة الأولى من الحوار". وأضاف "من الضروري التأكيد على أن هذا الحوار هدفه وطني وليس حوارا سنيا شيعيا فقط". وعن مخاوف البعض من أن يؤدي هذا الحوار إلى تحالف رباعي جديد، قال "لا، لن يؤدي إلى مثل هذا التحالف، والبيان الذي أصدرناه بعد الجلسة الأولى كان واضحا جدا ودقيقا في هذا المجال، وقد اختيرت عباراته وكلماته بعناية، بحيث إن أي اتفاق يتوصل إليه الطرفان المتحاوران يأخذ في الاعتبار جميع الأطراف ومصلحة البلاد". وعن الحوار بين رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، قال: "هذا الحوار ارتداد طبيعي لما يتم بين حزب الله وتيار المستقبل، ونحن شجعناه ونشجعه". وأكد نواب المستقبل وقوفهم مع مبدأ الحوار، باعتبار الفوائد العديدة المتوقعة منه، وأشار النائب أحمد فتفت إلى أن "جلسة الحوار الأولى كانت جلسة جس نبض، أما الجولة الثانية فستتناول الأمور التي تهم الناس، وتخفيف المظاهر الاستفزازية ومعالجتها بشكل سريع، وإزالة الاحتقان في الشارع، والتحضير لمرحلة الإنجازات السياسية"، لافتاً إلى أن هذه الأمور تم التطرق إليها في المرحلة السابقة، أما اليوم فستبحث بطريقة تفصيلية. وأضاف "الجميع في تيار المستقبل يقفون بقوة مع الحوار وعندما نوقش هذا الموضوع كان هناك إجماع على الحوار، ولكن النتائج المتوقعة منه تختلف بين فريق وآخر، وهناك نتائج مباشرة نأمل أن نحصل عليها لتخفيف الاحتقان. أما النتائج بعيدة المدى فلا أحد ينتظرها الآن، وهناك توافق كامل في تيار المستقبل على أن المواضيع الأساسية الخلافية ستبقى مع حزب الله، وتحديدا فيما يخص موضوع السلاح ونظرته إلى الدولة وتدخله في سورية". من جهته، رأى النائب أمين وهبي، أن الحوار ستكون له فوائد عدة، واستدرك بالقول "في الوقت نفسه لا نريد إعطاء الناس آمالاً كبرى في التوصل إلى حل المواضيع الرئيسية"، مشيرًا إلى أن "حزب الله أعلن على لسان مسؤوليه أنه لن يقبل التطرق إلى قضية السلاح والقتال الدائر في سورية". في سياق منفصل، ما زالت ردود الأفعال تتوالى داخل بيئة حزب الله عقب مقتل عدد من عناصره خلال الاشتباكات التي دارت أخيراً في بلدة فليطة بجبال القلمون، وأشارت مصادر مؤكدة إلى أن هناك جدلا كبيرا يدور داخل أروقة الحزب بخصوص سحب المقاتلين من سورية. وكان الحزب قد اعترف بمقتل خمسة من جنوده خلال المواجهات، بينما تشير المعارضة السورية إلى أن العدد الفعلي للقتلى بلغ 11 قتيلاً و23 جريحا.