تحفظ سياسيون لبنانيون على ما يثار من أجواء متفائلة تتوقع حلحلة جميع الأزمات في لبنان مع دخول حوار المستقبل وحزب الله مراحل أخرى في مستهل العام المقبل، مشيرين إلى أن التفاؤل لا ينبغي أن يكون بأكبر من حجمه الحقيقي، وأن المتحاورين لم يبدؤوا بعد مناقشة الملفات الحساسة. وقال عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش في تصريحات إلى "الوطن": "هناك انطباعات خاطئة وآمال كبرى بعيدة عن الواقع، فحتى الآن لا توجد معطيات تشير إلى قرب التوصل لاتفاق شامل، والنائب ميشال عون لا يزال مصمماً على مسألة ترشيحه، وحزب الله لا يستطيع فك التزامه مع عون. وعلى المستوى الإقليمي لا يزال خيار المواجهة قائماً، مما يعني أن مسألة التسويات المحلية والإقليمية وربما العالمية، لا تزال بعيدة المنال، ولبنان ليس في سلم الأولوية بالنسبة للجميع". ولفت علوش إلى أن هدف الحوار بين المستقبل وحزب الله هو "تخفيف التشنج والاحتقان، وإعطاء الآمال للبنانيين، وهذا ما تحقق جزء منه، أما الأجزاء الأخرى التي لها علاقة بالخلافات الكبرى والأساسية فلم يتم التطرق إليها حتى الآن، وعلى سبيل المثال لا أرى إمكانية التوصل إلى اتفاق في مسألة سرايا المقاومة، لأنه لم يأت وقت التسويات الكبرى بعد". من جانبه، أبدى عضو كتلة المستقبل، النائب أحمد فتفت، تشاؤمه من الحوار بين حزب الله والمستقبل، لافتاً إلى أن كلام نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم يؤكد أن الحزب "يعطيك من طرفِ اللسان حلاوةً"، وأن لا شيء جدّيًّا في المواقف الأساسية. وأضاف في تصريحات صحفية "منطق تيار المستقبل وقوى 14 آذار هو منطق الحوار، وتحقيق الإنجاز الكبير، وهذا مكسب ويريح الناس، لكني ما زلت مقتنعاً أنه لم يحدث شيء بعد، طالما أن النقاش لا يطاول إلا نتائج الأمور لا أسبابها الأساسية المعروفة". وتابع "إذا كانت نياتهم جيدة بالفعل يجب أن ينعكس ذلك في تصريحاتهم إلى جهة التسهيل في الملف الرئاسي وقضايا أخرى، لكن حتى الآن لا نرى شيئاً من هذا القبيل. فالقول إن مرشحهم هو العماد عون شيء، والقول إنهم مستعدون للذهاب بمرشح توافقي شيء آخر. وكذلك فإن مرشح 14 آذار هو الدكتور جعجع لكن 14 آذار أعلنت استعدادها للذهاب إلى مرشح توافقي. وهذا ما لا نراه عند حزب الله، فهو يراهن لإضاعة الوقت". واستطرد فتفت قائلاً إن الإيجابية الوحيدة الآن هي أن الحوار بدأ بين الجانبين، لكن الحزب ومن خلال أجواء الجلسة الأولى لم يبد انفتاحا في مناقشة الملفات. مشيراً إلى أن الرئيس فؤاد السنيورة أوضح في كلمته في ذكرى اغتيال الوزير السابق محمد شطح أن لا خيار أمام اللبنانيين إلا الحوار، ولكن سنبقى على ثوابتنا، وإذا لم يحصل تغيير أساسي في طريقة تفكير حزب الله بالمصالح الوطنية اللبنانية فمن المؤكد أن الحوار لن يخرج بنتائج جدية.