أكد متعاملون في مكاتب عقارية بالأحساء تراجع أسعار الأراضي في مدن وقرى المحافظة بنسب متفاوتة تراوحت بين 10% و30% عن أسعارها، وسط عزوف كبير عن الشراء، موضحين في حديث لهم أمس إلى "الوطن" أن ملاك المخططات "الجديدة" يسارعون الخطى إلى استكمال إجراءات طرح مخططاتهم أمام المزادات العلنية لبيعها في أقرب وقت ممكن، تفاديا لتراجع الأسعار المتلاحقة يوميا. وأوضح علي الناصر "وسيط عقاري" أن إعلانات وزارة الإسكان المستمرة، وبالأخص برنامجها "قرض وأرض"، والتوجه نحو تطبيق تحصيل الرسوم على الأراضي البيضاء، ساهما بشكل كبير في انخفاض أسعار الأراضي، وعزوف الزبائن عن الشراء، يأتي ذلك مع حرص أصحاب المخططات الجديدة على استكمال أعمال التطوير لبيع عقاراتهم قبل طرح وزارة الإسكان منتجاتها العقارية في الأحساء، لا سيما وأن الوزارة لديها أربعة مشاريع سكنية جديدة يجري العمل على تنفيذها في المنطقة وتضم أكثر من ثلاثة آلاف وحدة سكنية، ستكون جاهزة خلال فترة قصيرة وتقع تلك الوحدات في مواقع سكنية مناسبة جدا، مع تأكيد أمانة الأحساء على منح وزارة الإسكان مخططات سكنية جديدة لتنفيذ 220 ألف وحدة سكنية جديدة. وأبان الوسيط الناصر أن قطعة أرض في أحد الأحياء السكنية الجديدة انخفض سعر المتر الواحد فيها من 1400 ريال إلى 1250 ريالا خلال أسبوع، وتراجع سعر الأراضي في المخططات البعيدة "المنح" من 180 ألف ريال إلى 140 ألف ريال خلال فترة لا تتجاوز الشهر الواحد. وأكد عقاري –طلب عدم نشر اسمه-، حتى لا يتعرض لمضايقة من ملاك المخططات وتجار العقار في الأحساء، -على حد تعبيره-، أن العقار في الأحساء في حالة تدهور في الأسعار، وأن جميع الزبائن في حالة ترقب للأسعار في سوق العقار المقبلة، مبينا أن مضايقته من الملاك للمخططات تأتي برغبتهم الشديدة في عدم التصريح والإعلان في الصحف وفي مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية عن وضع السوق الحقيقي وهو تراجع الأسعار، ومطالبتهم بتزييف تلك الحقائق، حتى لا تتعرض عقاراتهم للكساد أو تكبدهم الخسائر في البيع بأسعار مخفضة أو بهوامش ربحية محدودة. وذكر هشام أحمد "وسيط عقاري" أن الأحساء تشهد حاليا ركودا ملحوظا في العقارات لم تشهده من قبل، ومخاوف الملاك من انفجار ما أسموه ب"الفقاعة"، إذ إن الفترة السابقة شهدت فيها أسعار العقارات ارتفاعات مبالغ فيها.