تشهد مدينة حائل نمواً محدوداً في مبيعات الاراضي، وذلك عقب لجوء أصحاب بعض المخططات في مواقع عدة خصوصاً في شمال حائل الى الشروع في عمليات البيع من دون إكمال الخدمات بهدف الحصول على نصف القيمة مقدماً والمتبقي بالتقسيط تخوفاً من موجة التصحيح المقبلة للعقارات وسط إحجام ملحوظ عن الشراء في الوقت الحالي بانتظار موجة التصحيح.ومن المتوقع طرح 3 مخططات للبيع خلال الشهرين المقبلين لانتهاز الفرصة للبيع قبل موجة التصحيح المنتظرة اذ تضم المخططات المشار إليها أكثر من 2000 قطعة سكنية ليصل إجمالي المعروض حالياً في حائل وفقاً لبعض أصحاب مكاتب العقار إلى نحو 9 آلاف قطعة سكنية في مواقع متعددة، وأصبح العرض أكثر من الطلب على رغم محاولات بعض أصحاب المكاتب إقناع المواطنين بوجود عمليات طلب كثيفة على الأراضي وهو خلاف الواقع تماماً. ويؤكد المواطن فهد الشويمس إن أسعار العقار أصبحت مبالغاً فيها في حائل بشكل كبير، خصوصاً ان سعر المتر وصل إلى 1100 ريال في بعض المواقع، لافتاً الى ان السعر العادل للأراضي التجارية والواقعة على طرقات رئيسية من المفترض الا يتجاوز 700 ريال. من جهته أشار متعب الحميدي (صاحب مكتب عقار) إلى ان التضخم وصل إلى حد كبير في حائل، وبالتالي أصبح هناك عزوف عن الشراء، وتحول الناس إلى مخططات شمال حائل حتى قبل ان تتوافر الخدمات فيها نظراً لأسعارها المناسبة نوعاً ما، كون الشراء في المخططات داخل حائل او جنوب حائل أصبح من الأمور المستحيلة لارتفاع الأسعار، فالشاب لا يستطيع الشراء ب300 الف او حتى 150 الفاً، خصوصاً ان هذه الأسعار تفوق قدراتهم المادية، مؤكداً ان هناك ركوداً كبيراً في سوق العقار في حائل. اما المستثمر خالد الليلي فيقول ان العقار بحائل مقبل على موجة تصحيح لا محالة بعد ان تضخم سعر العقار بشكل كبير في مخططات حائل كافة، ما أدى الى حالة من الركود في مكاتب العقار بالمنطقة كون العرض أكثر من الطلب. وأضاف ان توافر الأراضي وقلة الطلب سيضطران أصحاب المخططات إلى خفض الأسعار من اجل كسر الركود وجذب الزبائن، مؤكداً ان تجار العقار الكبار وأصحاب المخططات تنبهوا إلى قرب قدوم موجة التصحيح وبدأوا في سياسة التصريف من خلال بيع المخططات على المشترين بالتقسيط بدفع نصف القيمة حالياً والنصف الباقي بالتقسيط على فترة تتراوح بين عامين إلى أربعة أعوام، من اجل التخلص من المخططات بأسعار مناسبة، وهي حيلة ذكية من أصحاب المخططات بهدف ضمان أعلى ربحية ممكنة لاستغلال الفرصة قبل ان تسود موجة التصحيح عقارات منطقة حائل وبالتالي تتراجع أسعار العقار وبتلك الطريقة فان حقوقهم أصبحت مضمونة بأرباح خيالية. ويؤكد ناصر العنزي (صاحب مكتب تقسيط) واحد المستثمرين في مجال بيع الأراضي بالتقسيط ، أن نظام بيع الأراضي بالتقسيط مع دفع 50 في المئة من سعر الأرض هو أمر حديث العهد في مدينة حائل وهو يأتي كأحد الحلول المكملة للتخفيف على المشتري الذي لا يملك سيولة كافية لشراء ارض وبنائها لسكنها أو الاستثمار فيها، كما أن الكثير من ملاك المخططات توجهوا إلى تجزئة الأراضي ذات المساحات الكبيرة لتبدأ من 300 متر مربع وبيعها بالتقسيط، ما زاد من عدد الراغبين في تملك الأراضي، اذ تعد أراضي شمال حائل من أنشط اتجاهات حائل في الشراء سواء من المستثمرين أو الأفراد. واشار إلى أن عدداً متزايداً من المكاتب الاستثمارية والعقارية بدأت في اللجوء إلى التقسيط بدفع نصف القيمة مقدماً وذلك لتصريف اكبر عدد ممكن من قطع الأراضي وبيعها بأسعارها الحالية سواء التجارية او السكنية وبفوائد معقولة خشية من اقتراب موجة تصحيح منتظرة، مضيفاً ان بعض أصحاب المخططات شرعوا في عمليات البيع من دون إكمال الخدمات كافة بتلك المخططات بهدف الحصول على نصف القيمة مقدماً تخوفاً من موجة التصحيح المقبلة للعقار في المدينة. واعترف العنزي بوجود إحجام ملحوظ من كثير من المستثمرين والافراد بحائل عن شراء الأراضي في الوقت الحالي في المخططات كافة بانتظار موجة التصحيح المقبلة والتي يتوقعون ان تضع حداً لارتفاع أسعار الأراضي في المنطقة.