سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دورينا في قبضة مافيا المراهنات (1-3) "الوطن" تكشف تفاصيل سوق تدر سنويا 350 مليار دولار فضائح الشامبيونزليج وتصريح أميركي يدعمان تآمر نيشيمورا على الهلال
جاء الحديث عن شبهة وجود مؤامرة كانت وراء عدم تتويج الهلال بكأس بطولة دوري أبطال آسيا، في توقيت متزامن مع صدور كتاب حمل عنوان "ملوك كلونج" كشف في طياته زعيم إحدى شبكات مافيا المراهنات الكروية، السنغافوري "رايسون راج بيريومال"، عن دور كبير تلعبه مافيا المراهنات في تحديد نتائج أكثر من 40 ألف مباراة تقام سنويا في كافة البطولات المحلية في كل القارات، بجانب البطولات القارية والدولية، بما فيها كأس العالم. هذا التزامن دفع "الوطن" ومن خلال تحقيق موسع في ثلاثة أجزاء، إلى محاولة اختراق العالم السري لمافيا المراهنات، وكشف كثير من خفاياه، التي يبدو أن قبضتها وصلت حتى إلى الدوري السعودي من خلال مراهنات تتم على نتائجه عبر مواقع عالمية شرعية وغير شرعية. دورينا في قبضة المراهنات الحقيقة أن الدوري السعودي، مثله مثل كل الدوريات في العالم، لم يكن بعيدا عن مافيا شركات المراهنات، سواء المشروعة أو غير المشروعة. وتقدم "الوطن" وثائق على وجود مراهنات على الدوري السعودي من خلال نشر صورة لموقع شركة "تيبيكو" الألمانية للمراهنات، وهي شركة شرعية، وهي الشركة ذاتها التي تراهن على نتائج غالبية الدوريات العربية من المحيط إلى الخليج. فيما وجد الدوري السعودي على مواقع عدد من شركات المراهنات غير المشروعة مثل شركة "بوين" النسماوية، وهي الشركة التي بدأت منذ فترة فتح الرهان على مباريات كأس آسيا التي تقام مطلع العام المقبل في ضيافة أستراليا، والآن متاح للجميع الرهان على نتيجة مباراة السعودية والصين المقرر لها 10 يناير الجاري، وهي أولى مباريات الأخضر في البطولة ضمن المجموعة الثانية. "نيشيمورا" يفتح التكهنات كانت أولى المفاجآت التي اكتشفها تحقيق "الوطن" توصله لمباراتين نهائيتين في بطولة دوري أبطال أوروبا خضعت نتائجهما لتلاعب بفعل المراهنات، وهما مباراتا برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي عام 2011 ومباراة بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند الألمانيين في نهائي البطولة ذاتها عام 2013، وهو ما جعل مسؤول سابق بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وتحديدا في مجال الأمن، وهو "كريس ايتون" يؤكد عدم استبعاده أن تكون مباراة الهلال وويسترن سيدني الأسترالي في إياب النهائي الآسيوي شهدت فعلا تدخل وتلاعب مافيا المراهنات في نتيجتها عن طريق الحكم الياباني "يوشي نيشيمورا"، فيما كشفت وثائق تحقيقات سابقة في عدد من الاتحادات الأوروبية عن تورط حكام في فضائح التلاعب بنتائج المباريات بعد حصولهم على رشاوى من مافيات المراهنات. وقال "ايتون" في تصريحات صحفية سابقة "من واقع خبراتنا في هذا المجال ومن خلال المعلومات التي تلقيناها نستطيع التأكيد على أن حجم المراهنات التقديري الذي وقع بالمباراة النهائية وصل إلى ما يقرب من 50 مليون دولار أميركي عالميا"، وتابع "هناك كثير من التكهنات تحدثت عن قرارات الحكم المثيرة للجدل، والإجابة عن سؤال ما إذا كانت هذه التكهنات ستقود إلى التحقيق يعود إلى قرار الآسيوي"، وكان الاتحاد القاري قد عاقب الحكم الياباني بالإيقاف لمدة ستة أشهر. آسيا.. السوق الأكثر نموا تقول الوثائق المتاحة لجهاز البوليس الدولي "الإنتربول" إن هناك ما بين 300 إلى 400 شركة منتشرة حول العالم تعمل في نظام المراهنات عبر آلاف المواقع الإلكترونية، وأغلبها شركات غير شرعية، وإن أول ظهور لعملية المراهنات كان في إنجلترا قبل أكثر من 90 عاما، ونجحت تلك الشركات في تحقيق أرباح مالية خيالية، ما دفع البعض إلى تكوين عصابات دولية تعرف حاليا باسم "مافيا المراهنات"، ولفتت وثائق "الإنتربول" إلى أن أكثر من 40 ألف مباراة في العالم تخضع نتيجتها للتلاعب، وفقا لما أكدته شركة "سبور ترادار" ومقرها العاصمة الإنجليزية لندن، خاصة المباريات المتعلقة بدوري الدرجات الثانية والثالثة والرابعة في أوروبا، وكذلك مباريات الشباب. ويبلغ حجم الاستثمار في مجال المراهنات حوالي تريليون دولار، أي ألف مليار دولار. واعترف محقق جنائي سابق في ألمانيا وهو مسؤول حالي ب"الفيفا، ويدعي "رالف فوتشكي" بصعوبة ملاحقة ومكافحة مافيا المراهنات، مؤكدا أن الأمر بات مستحيلا مع تطور وسائل الاتصال وتنوع طرق المراهنات، لافتا إلى أنه من السهل الإيقاع بشركة من خلال رصد الاتصالات الهاتفية بين مسؤوليها والمتورطين في الفضائح، مشيرا إلى نجاح "الإنتربول" في الإيقاع بعدد من تلك الشركات من خلال تسجيلات بالصوت والصورة، فيما تعتمد المافيا على اللقاءات والاتفاقات السرية. واعترف أحد زعماء تلك المافيا وهو السنغافوري "سيفا كومار ماداسامي" أنه لا يمكن القضاء على تلك المافيا، وأن ما يتم الكشف عنه من جرائم لا يمثل 10 % من حجم النشاط، لافتا إلى أن أرباح التلاعب في نتائج المباريات أكبر من الاتجار في المخدرات، فيما اعترف المدعي العام الألماني "أندرياس باخمان" أن مافيا المراهنات خارجة عن السيطرة. أما الأخطر في تقرير "الإنتربول" فهو كشفه أن السوق الأوسع والأكثر نمواً لهذا النوع من النشاطات، توجد في قارة آسيا التي تسهم عبر مراهنيها في عمل 15 ألف موقع إلكتروني خاص ب300 نوع من المراهنات حول العالم، إذ لا يتوقف الأمر على نتيجة المباراة فقط، بل يتعداها إلى الرهان أحياناً على عدد الركلات الركنية المحتسبة في الشوط الأول مثلاً، وصولاً إلى اسم مسجل أول هدف في المباراة.. إذن، العصابات الأساسية الناشطة حالياً تحمل هوية آسيوية، أكثرها تأثيراً يأتي من ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا وتايلاند، وهي تضاهي بعملها تلك العصابات التي عملت في هذا المجال في ألمانيا وإيطاليا. ذكاء شركات المراهنات تتيح الشركات اختيارات عدة للمراهن على أي مباراة، وكل خيار يملك نسبة وتضرب هذه النسبة في مبلغ الرهان، ليكون الخارج هو قيمة المبلغ الذي سيحصل عليه المراهن، في حال توقع النتيجة الصحيحة للقاء الذي راهن عليه، مثلاً نسبة فوز ريال مدريد على فالنسيا في الدوري الإسباني هي 2.25، ومبلغ الرهان هو 1000 يورو، للحصول على المبلغ الذي سيحصل عليه المراهن في حال فوز الريال، نضرب مبلغ الرهان في النسبة التي أعطتها الشركة لإمكانية فوز الأخير على فالنسيا (1000 * 2.25 = 2250 يورو)، وفي حال تعادل أو هزيمة الريال سوف تربح الشركة مبلغ الرهان. الأمر ليس بالسهولة التي يبدو عليها، فشركة المراهنات ذكية جدا وتدرس المباريات بشكل جيد، فكلما كان الفريق قويا كلما كانت النسبة المعطاة على إمكانية فوزه ضئيلة جدا، وتزيد وتنقص بالنظر لقوة الخصم، فمثلا في لقاء لبرشلونة ضد خيتافي الإسبانيين، تضع الشركة نسبة فوز برشلونة على خيتافي منخفضة جدا مثلا 1.2، فيما تكون النسبة المعطاة على تعادل أو فوز خيتافي مرتفعة جدا 11.5 مثلا على التعادل، و 13.2 على الفوز، وهذه النسب يكون متفق عليها بين جميع الشركات، ويتم إصدارها قبل أسبوع من المباريات، وقد يتم التعديل عليها في حال العلم بغياب لاعب كبير أو عدم جاهزيته (ميسي مثلا)، أو تراكم البطاقات، وما إلى ذلك من الأسباب المعروفة. وهنالك عدة اختيارت مقدمة من هذه الشركات للمراهنة، من غير توقع الفائز والخاسر ك(التعادل، توقع النتيجة الصحيحة للمباراة، الفريق الفائز في الشوط الأول، الفريق الفائز في الشوط الثاني.. والكثير من الخيارات)، وفقا للنظام الربحي المعمول به، ودائما المباريات تكون مدروسة بشكل جيد لتحديد النسب. كيف، ولماذا يتم التلاعب بنتائج المباريات؟ الجواب: لضمان أكبر ربح مادي ممكن وتجنب الخسائر، ولذا تعمد شركات القمار إلى الاطلاع على نسبة المراهنة على لقاء ما، ومقدار الربح الذي سوف تجنيه في كل الحالات الممكنة، فتختار الخيار المناسب، وتعمل على تطبيقه، وذلك عبر تقديم رشاوى ضخمة جدا لأحد الأطراف التي بإمكانها إنجاح هذه العملية، مثل حكم المباراة، مدرب الفريق، رئيس النادي، لاعب مؤثر وغالبا ما يكون القائد أو حارس المرمى، أما المراهنون فهم أشخاص يعتقدون أنهم يفهمون في كرة القدم، ويطمعون إلى استغلال هذا الاعتقاد في استثمار أموالهم، ونادرا ما يحالفهم الحظ، وذلك بسبب ما سبق شرحه في الفقرة الماضية، ويمنع منعا نهائيا على الشخصيات الرياضية والكروية المراهنة بكل أنواعها، وأي صلة لهم بالمراهنة من قريب أو من بعيد قد تعرضهم لعقوبات صارمة، وذلك من أجل محاولة محاصرة هذه الظاهرة والقضاء عليها، لأنهم طرف رئيس في انتشارها وفساد متعة اللعبة. الفيفا يرعى الفساد للأسف أراد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" كما هي عادته أن يصرف النظر عن عالم المراهنات السوداء، رغم أنه شريك أساس، حيث إنه منح الشرعية لعدد من الشركات، وطبقا لخبراء يعملون مع الفيفا، فإن سوق المراهنات تدر سنويا 350 مليار دولار، منها 100 مليار لمراهنات غير مشروعة وغير مسجلة عبر نشاط رسمي، وطبقا لمصادر أخرى متضاربة، فإن سوق المراهنات الرياضية العالمي تتجاوز التريليون دولار سنويا ونسبة 70% منها لكرة القدم، ومن غير المعروف حتى الآن النسبة التي يحصل عليها الفيفا من هذه المبالغ مقابل أنه يمنح الاعتماد الرسمي لمكاتب وشركات ومواقع الإنترنت الخاصة بالمراهنات، وإن كان الاتحاد الأوروبي قد فشل في إقناع شركات المراهنات الأوروبية بمنحه نسبة 1 % من عائدات المراهنات. وهذا الكشف المتتالي عن فضائح المراهنات، دفع شركة عالمية إلى إنتاج فيلم وثائقي يتحدث عن مافيا المراهنات، وتضمن الفيلم أثناء عرضه فضيحة نهائي دوري الأبطال عام 2011 الذي واجه فيه بطل الدوري الإنجليزي مانشستر يونايتد منافسه برشلونة الإسباني ووصل حجم الرهان فيه إلى مليار يورو خلال 90 دقيقة أي ما يعادل خمسة مليارات ريال سعودي، وبطبيعة الحال السواد الأعظم من متابعي كرة القدم يتبين لهم أن المراهنة على المباريات متوفرة لدى آلاف المواقع وهي بطريقة مشروعة ولكن الحقيقة عكس ذلك، لأن هذه السوق هي الطريق الوحيد الذي أصبحت فيه المافيا من حول العالم تقوم بغسل أموالها. المافيا تدفع ما يقارب 30% أو بالأصح تقدم خسارة من أموالها ما يقارب 30 % أو 35% من أجل تمرير 70% بطريقة مشروعة، أي أننا نجد أن لقاء النهائي في دوري الأبطال مررت من خلاله خسائر ما يقارب 300 مليون يورو، وتتجه هذه الأموال نحو أشخاص يقومون بالاتفاق إما مع لاعبين أو مع حكام أو حراس مرمى من أجل الخسارة في هذا اللقاء وفي المقابل سيتحصلون على أموال خاصة بهم.