ردا على الغارات الجوية التي شنها نظام بشار الأسد على حلب خلال الأيام القليلة الماضية وراح ضحيتها العشرات أعلنت كبرى فصائل المعارضة السورية في محافظة حلب وريفها الاندماج تحت قيادة واحدة أطلق عليها "الجبهة الشامية"، فيما أكد رئيس الائتلاف السوري هادي البحرة أنه تجري حاليا اتصالات ومشاورات مع أطراف المعارضة السورية من أجل التوافق على موقف واحد للحل، مشددا في نفس الوقت على أن مخرجات جنيف 1 هي الأساس في أي حل للأزمة السورية. وقال البحرة في تصريحات صحفية عقب لقاء مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي أمس: إنه بحث مع العربي الأوضاع في سورية، وجرى تبادل وجهات النظر في ضوء المبادرات الحالية، ومنها خطة المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا، ومؤتمر موسكو، والدعوة التي يعتزم توجيهها إلى بعض الأطراف في إطار حوار "سوري- سوري". وأشار البحرة إلى أنه لا توجد أي مبادرات سواء من جانب مصر أو روسيا بشأن الأزمة السورية، لافتا إلى أن" الائتلاف يتطلع من الجامعة العربية القيام بدور في هذا الموضوع"، وداعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه السوريين. وبين البحرة أن رؤية الائتلاف للحل في سورية واضحة، وسبق أن أعلن عنها في مؤتمر جنيف في وثيقة واضحة وتتضمن 24 بندا، لافتا إلى أنهم تبادلوا الوثيقة مع أطراف المعارضة من أجل بحثها، ومؤكدا قدرة السوريين على إدارة حوار فيما بينهم، والخروج بأفكار حول الموضوع. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن أول من أمس عن سقوط عشرات القتلى والجرحى نتيجة الغارات الجوية التي شنتها قوات النظام على حلب، كما قالت تقارير: إن طائرات الأسد شنت غارات جوية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق، واستهدفت الأحياء السكنية بحي جوبر في العاصمة مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وفي المقابل أعلنت كبرى فصائل المعارضة السورية في محافظة حلب في بيان مسجل تشكيل "الجبهة الشامية" للدفاع عن المدنيين والتصدي للنظام، إضافة إلى الحفاظ على وحدة سورية، وتحقيق رغبة الشعب في توحيد الفصائل العسكرية على الأرض. كما أعلن مقاتلو المعارضة السورية أنهم استعادوا السيطرة على كامل منطقة المعامل في مخيم حندرات شمال مدينة حلب، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام أسفرت عن مقتل العشرات من هذه القوات. ومن جانبها قصفت قوات النظام مدينة كفرزيتا في ريف حماة بغاز الكلور السام، إضافة إلى تعرض ريف اللاذقية لقصف عنيف من مراصد النظام في برج ال45، كما قصفت قوات الأسد بالدبابات حي الوعر في مدينة حمص، وألقت طائرات النظام البراميل المتفجرة على بلدة احسم وقرية البارة وبلدة خان شيخون في ريف إدلب. إلى ذلك شن التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة 19 غارة جوية ضد مواقع تنظيم "داعش" في سورية يومي الخميس والجمعة الماضيين، من بينها أكثر من عشر غارات على مدينة عين العرب "كوباني"، دمرت خلالها 17 موقعا قتاليا ومباني للتنظيم، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم "داعش" في منطقة بوطان بمدينة كوباني، وتمكنت وحدات الحماية من السيطرة على عدة نقاط في المنطقتين، وسط تبادل لإطلاق النار بين وحدات الحماية وقوات البيشمركة الكردية والكتائب المقاتلة من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر. .. ودمشق تقبل وساطة روسية للقاء المعارضة قالت دمشق أمس: إنها على استعداد للمشاركة في لقاء يضم أطراف المعارضة، من المفترض أن موسكو تعمل على تنظيمه، لإيجاد مخرج للأزمة السورية المستمرة منذ نحو أربع سنوات، حسبما ذكر مصدر رسمي السبت. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية قوله "في ضوء المشاورات الجارية بين سورية وروسيا حول عقد لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو، يهدف إلى التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي، تؤكد الجمهورية العربية السورية استعدادها للمشاركة في هذا اللقاء انطلاقا من حرصها على تلبية تطلعات السوريين لإيجاد مخرج لهذه الأزمة".