ارتفع عدد قتلى الغارات التي شنتها طائرات نظام بشار الأسد على مدينة الرقة الشمالية الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش الثلاثاء إلى 200 شخص معظمهم من المدنيين، حسب ما أفاد أطباء في المستشفى الوطني بالمدينة لوكالة سمارت للأنباء. وأوضح الأطباء أنّ مشافي المدينة استقبلت أكثر من مئتي قتيل ومائة جريح وسط إجراء عشرات عمليات البتر الجزئي لأعضاء الجرحى، مشيرين إلى أن الحصيلة لا تزال قابلة للارتفاع. فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن الحصيلة هي 95 شخصًا «ارتفع إلى ما لا يقل عن 95 شخصًا بينهم 52 مدنيًا عدد الشهداء الذين قضوا الثلاثاء» في غارات النظام التي استهدفت مواقع مختلفة في المدينة، مضيفًا إن نحو 120 شخصًا آخر أصيبوا بجروح. وذكر أن «عناصر من تنظيم داعش قد قتلوا في هذه الغارات». وتابع المرصد إن بعض المواقع التي تم استهدافها في هذه الغارات والتي بلغ عددها نحو عشر غارات «تقع بالقرب من مراكز لتنظيم داعش المتطرف الذي يقيم مراكزه بين المدنيين». وكانت حصيلة سابقة للمرصد أشارت إلى مقتل 63 شخصًا غالبيتهم من المدنيين. وأظهرت لقطات فيديو بثها ناشطون في الرقة جثثًا في شارع قرب أحد المواقع المستهدفة في حين هرعت سيارة إسعاف إلى المكان. والرقة هي مركز المحافظة الوحيدة الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش بشكل كلي في سوريا، بحيث أصبحت معقله الرئيسي. وظلت المدينة في منأى عن غارات النظام لعدة أشهر رغم شنه ضربات جوية ضد معاقل تنظيم داعش في شمال سوريا وشرقها منذ الصيف الماضي. وكان المرصد أعلن في السادس من سبتمبر الماضي أن ثماني غارات على الرقة أسفرت عن مقتل 53 شخصًا معظمهم من المدنيين. وفي سياق متصل اتهم رئيس الائتلاف السوري هادي البحرة طائرات النظام باستهداف المدنيين عمدًا، وقال البحرة: «إنه فيما تشن طائرات التحالف غاراتها على مواقع تنظيم داعش، تحلق طائرات النظام إلى نفس المناطق لكنها تتجنب مراكز التنظيم وتستهدف مناطق وتجمعات مدنية». وأضاف البحرة «أكد شهود عيان في المكان سقوط 65 شهيدًا حتى اللحظة، لكن الساعات القادمة وحدها كفيلة بإظهار حجم الجريمة». وتابع «ندين في الائتلاف الوطني هذه الجريمة، ونحذر من أن النظام سيعمل على تكرارها مستغلًا الحضور الجوي لطائرات التحالف. كما لا بد من الإشارة إلى أن أصواتًا كثيرة بدأت تتعالى منادية بأن نظام الأسد بات المستفيد الأول من ضربات التحالف، وأن الاستراتيجية الحالية بحاجة إلى تعديل». جبهة كوباني على صعيد آخر سيطرت فصائل كردية مدعومة من قوات البيشمركة على 90% من مدينة كوباني الواقعة على الحدود السورية التركية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن نشطاء أبلغوه أن ما لا يقل عن 14 قذيفة أطلقها تنظيم داعش سقطت على مناطق في كوباني منذ منتصف ليل الإثنين/ الثلاثاء، في حين تشهد عدة جبهات ومحاور في المدينة تبادل إطلاق نار واشتباكات متقطعة بين مقاتلي الكتائب المقاتلة ووحدات حماية الشعب الكردي من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى بالتزامن مع قصف لقوات البشمركة الكردية ووحدات الحماية على تمركزات ومواقع للتنظيم في كوباني ومحيطها. ميدانيًا أيضًا تعرضت عدة مدن وبلدات في ريف درعا صباح الأربعاء لقصف مدفعي دون تسجيل إصابات، وقصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة مدينة داعل من مقراتها في كتيبة المدفعية (285) بالبانوراما، كما طال قصف مماثل بلدة الجيزة مصدره تجمعات قوات النظام في تل حديد. وفي الغضون دارت اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر في مدينة الشيخ مسكين وسط قصف مدفعي على المدينة من تجمعات قوات النظام في مدينة إزرع والفوج (175). تحرك روسي سياسيًا يعقد اليوم لقاء حاسم يجمع في مدينة سوتشي الروسية وفد سوري رفيع المستوى يرأسه وزير الخارجية وليد المعلم والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل مناقشة إمكانية إطلاق محادثات للسلام بين النظام ومعارضين له. وكانت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطة نقلت عن مصدر دبلوماسي عربي في موسكو قوله: «إن الخطة الروسية تعتمد على عقد حوار سوري سوري في موسكو يحضره إضافة إلى الوفد الرسمي السوري عدد من الشخصيات المعارضة من الداخل والخارج وفي مقدمتهم (الرئيس الأسبق للائتلاف المعارض) معاذ الخطيب». من جهتها ذكرت صحيفة «السفير» اللبنانية أن الوفد السوري شارك قبيل توجهه إلى روسيا في عشاء أقامه السفير السوري ببيروت علي عبدالكريم في مقر السفارة السورية قرب العاصمة اللبنانية حضرته شخصيات سياسية لبنانية وسورية. ونقلت الصحيفة عن مشاركين قولهم: إن الوفد السوري وبحسب ما أعلن خلال العشاء «لا يحمل إلى الجانب الروسي أفكارًا محددة، بل أسئلة يمكن أن تشكل ركيزة للتشاور بين الجانبين، وبينها سؤال الجهة السورية المعارضة القادرة على السيطرة على الأرض، فضلًا عن مدى ملاءمة المناخ الدولي للتجاوب مع أية مبادرة يمكن أن يطلقها الروس في هذه المرحلة». وقال رئيس تحرير صحيفة «الوطن» المقربة من السلطة وضاح عبدربه لفرانس برس: «إن اللقاء سيبحث بشكل خاص الأفكار التي تطرحها موسكو من أجل جمع المعارضة والدولة للبدء بحوار أولي من شأنه تفعيل العملية السياسية المتوقفة منذ جنيف». وخاض وفدان من النظام والمعارضة مفاوضات مباشرة برعاية الأممالمتحدة في جنيف في يناير وفبراير دون تحقيق أي تقدم في سبيل التوصل إلى حل سياسي للنزاع الذي قتل فيه أكثر من 195 ألف شخص منذ منتصف مارس 2011.