لم تقتصر الخسائر التي تكبدها جيش النظام السوري جراء فقدانه السيطرة على معسكري الحامدية ووادي الضيف على مئات القتلى والجرحى، أو الآليات التي غنمها الثوار أو دمروها، فحسب، بل وجد النظام نفسه تحت ضغوط هائلة يمارسها أهالي العشرات من الضباط والجنود النظاميين والشبيحة الذين وقعوا أسرى بأيدي مقاتلي الفصائل المعارضة الذين سيطروا على المعسكرين. ففي محافظة طرطوس تجمع المئات من أهالي عناصر الشبيحة، مطالبين بالعمل على إنقاذ أبنائهم المأسورين في معسكر الحامدية، وقال شاهد عيان "هم على ثقة بأن النظام لا يستطيع أن يقدم لهم شيئا من الدعم، هم يطالبون بالحفاظ على أبنائهم أحياء لا غير". مشيرا إلى حالة غليان وسط الأهالي الذين لم يكادوا يفرغون من دفن قتلاهم الذين سقطوا في مطار دير الزور، الذين وصلت جثثهم يوم أمس حتى جاءت أخبار سقوط وادي الضيف، وتابع بالقول "لم يعد لهم عمل سوى دفن قتلاهم، والرئيس في قصره غير مهتم بهم"، بحسب تعبيره. وفي منطقة بانياس، تطورت الأمور إلى مرحلة الاشتباك المسلح بين قوات النظام والأهالي الرافضين لإرسال أبنائهم للموت فداء للأسد. وأكدت شبكة سراج برس أن مجموعة من الضباط والعساكر الهاربين من الجيش، والشبان المتخلفين عن الخدمة العسكرية، الرافضين الالتحاق بصفوف الاحتياط لاذوا بقراهم التي تقع في الجبال، وباتوا يمارسون أعمال قطع الطرقات، والسيطرة على السيارات العامة والخاصة والاختطاف بهدف الفدية. من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن العشرات من عناصر قوات النظام، الذين فرّوا من المعركة في وادي الضيف واختبأوا في البساتين المجاورة للبلدة، تمكنوا من الوصول إلى بلدة مورك التي تسيطر عليها قوات النظام في ريف حماة الشمالي، وذلك بعد فرارهم على متن عشر سيارات باتجاه مورك. وكان الثوار أثناء توجههم إلى منطقة الحامدية أسروا 15 ضابطا من الذين فروا من معسكر وادي الضيف باتجاه الحامدية، حيث وجدوهم مختبئين في مغارة صغيرة. من جانبه، وصف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن خسارة النظام لمعسكري وادي الضيف والحامدية بأنه "انهيار عملي لدعاية الصمود الأسطوري التي روج لها نظام الأسد ضمن جمهوره"، وأضاف "خسر النظام كثيرا على المستويين العملي والمعنوي، إذ بات ريف إدلب خارج سيطرته بشكل شبه كامل".