دخل مجموعة من الدارسين السعوديين باليمن في نفق ضيق, وبات مستقبلهم مهددا بالضياع, نتيجة اتخاذ بعضهم ممن أوشكوا على التخرج قرارا فرديا بالعودة للدراسة في جامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء, رغم صدور التعليمات بعودتهم إلى أرض الوطن والتنبيه عليهم بعدم الرجوع إلى الجامعة إلا بعد أن تسمح التوجيهات بذلك. جاء ذلك عندما هددهم مدير جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور حميد عقلان مطلع الأسبوع الماضي بالطرد, وقرر منع كافة الدارسين السعوديين الذين لم يسددوا الرسوم الدراسية للفصل الجامعي الأول من إكمال الفصل الثاني. واشتكى عدد من الدارسين المتواجدين في صنعاء هذه الأيام، تحتفظ "الوطن" بأسمائهم، من توقف الصرف عليهم نتيجة إغلاق الملحقية, وتفاجئهم بإصرار الجامعة على تسديد الرسوم أو منعهم من مواصلة الدراسة رغم التسهيلات الكبيرة التي قدمتها لهم إدارة الجامعة طوال فترة مشوارهم العلمي على حد وصفهم. وقالوا إن مدير الجامعة منع السعوديين المتخلفين عن السداد من الانتظام في مقاعد الجامعة, وأكدوا أن الجامعة ربطت عودتهم بالحصول على تصريح رسمي بتوقيع من مديرها يعطيهم مهلة أسبوعين تنتهي اليوم الأحد لتأمين الرسوم الدراسية للفصل الأول, وإلا فلن يسمح لهم نهائيا بمواصلة مسيرتهم التعليمية بها. وناشدوا عبر "الوطن" تدخل وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري لإنقاذ مستقبلهم الذي وصفوه ب"المعلق" نتيجة توقف صرف الملحقية "المغلقة" حاليا عليهم, خاصة أن بعضهم أوشك على التخرج بنهاية هذا العام، ويخاف من تعثره إذا بقي في المملكة, مطالبين الوزارة بسرعة النظر في أمرهم. وبدوره، وعد الملحق الثقافي السعودي باليمن الدكتور علي الصميلي بالاستعانة العاجلة بوزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري وسفير المملكة بصنعاء محمد آل جابر لبحث الحلول المناسبة. ووصف الصميلي الدارسين السعوديين العائدين إلى الجامعة بالمتجاوزين للأوامر السامية, وقال في تصريح إلى "الوطن" أمس: "أولا ومع بالغ الأسف وتعاطفنا الكبير معهم, فإن هؤلاء الدارسين خالفوا الأمر السامي والتوجيهات العليا التي صدرت بعودتهم إلى المملكة, حيث تجاوزوا الأنظمة والسفارة والملحقية, واتخذوا قرارا خاطئا بالعودة للدراسة في اليمن رغم المنع, ثانيا أود أن أتساءل: كيف يريدون الملحقية أن تعيد لهم الصرف وهي مغلقة تماما منذ عدة أشهر, وإذا صرفنا لمن يستحق الصرف منهم وهم لا يصلون إلى ال20 دارسا ودارسة من إجمالي العدد الكامل المسجل للدراسة في اليمن البالغ 60 فردا في تخصصات الطب وطب الأسنان والهندسة, فإن ذلك يعني أننا سمحنا لهم بالعودة ونحن لا يمكن أن نخالف الأوامر السامية التي تهدف بالدرجة الأولى إلى الحفاظ على حياتهم وعدم تعرضهم لأي مكروه, لأن العودة للعمل في اليمن قرار سيادي وخط أحمر لا نملك استخدام المرونة فيه كما تعود الدارسون". وكشف الصميلي قائلا: فور صدور التوجيهات بالعودة إلى المملكة, تمت دعوتهم جميعا وإطلاعهم على خطاب الأوامر الصادرة بذلك وتوقيعهم عليه, لهذا فإن الملحقية غير مسؤولة أبدا عن سلامة كل من خاطر بحياته واتخذ منهم قرارا بالعودة إلى الدراسة في جامعة العلوم والتكنولوجيا. وأضاف: "كان من المفترض عليهم ترك الملحقية تعمل على إنهاء وضعهم بالتنسيق على مستوى كبير بين وزارتي الخارجية والتعليم العالي لأخذ مرئيات كل جهة حول هذه القضية التي وضع الدارسون أنفسهم بأنفسهم في شباكها". وأشار إلى أن بعضهم أصلا لم يتمكن من تحسين مستواه أو رفع معدله إلى تقدير "جيد" حتى نتمكن من إعادة الصرف عليه, وأغلبهم يدرس على حسابه الخاص لأن معدله "متدن". وكانت "الوطن" قد انفردت على صفحتها الأولى بتاريخ 8 /9 /2014 بنشر خبر الأمر السامي القاضي بإغلاق السفارة السعودية بصنعاء نتيجة لتزايد موجة العنف، وتوسع رقعة المواجهات تحت عنوان"اضطرابات اليمن "تغلق" السفارة السعودية بصنعاء"- "تصعيد "الحوثيين" يعيد 60 طالبا إلى المملكة"، عندما أبلغ "الوطن" حينها مصدر دبلوماسي سعودي رفيع المستوى، عن صدور توجيهات بإغلاق سفارة خادم الحرمين في صنعاء، وإجلاء كافة مسؤوليها وموظفيها والعودة إلى المملكة حتى استقرار الأوضاع, في إطار حرص القيادة الرشيدة على سلامة رعاياها.