فيما واصلت طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة أول من أمس، غاراتها الجوية على مواقع لتنظيم "داعش" في مدينة عين العرب "كوباني"، إضافة إلى وقوع اشتباكات عنيفة بالمدينة بين التنظيم و"وحدات حماية الشعب" الكردية، أعلن تشكيل عسكري تابع للجيش الحر سيطرته على محطة تحكم بالكهرباء في درعا، الذي يغذي مراكز التشكيلات العسكرية لقوات نظام بشار الأسد في جنوبالمدينة، موثقا ذلك بشريط مصور. وأفاد "الفيلق الأول" أن سيطرته على المحطة جاءت عقب تحرير "سرية حرمون" في مدينة الشيخ مسكين، ضمن معركة جديدة، موضحا أن هذه المحطة موجودة داخل السرية. وتمت هذه السيطرة في 10 نوفمبر الماضي، بحسب الفيديو الذي نشره الثوار. وأوضح مقاتل من الفيلق أنه تم قطع التيار عن تشكيلات قوات الأسد، خاصةً الفرقة الخامسة والتاسعة وال15 وباقي التشكيلات الأمينة التابعة للنظام في جنوب درعا. كما تم تأمين المحطة من قبل الجيش الحر لكي لا يعيد نظام الأسد السيطرة عليها. وأفادت تقارير بانسحاب قوات النظام من اللواء 82 في بلدة الشيخ مسكين بدرعا، لافتة إلى أن هذا اللواء هو لواء دفاع جوي يغطي الفرقة الخامسة ويشكل طوق حصار على الشيخ مسكين من الجهة الشمالية. ويحتل مواقع متقدمة لتأمين باقي التشكيلات العسكرية في أزرع ويسيطر على طرق الثوار ويمنع تحركهم باتجاه الصنمين وأزرع، إضافة إلى أن هذا اللواء يشكل تهديدا مباشرا وكبيرا على المناطق الآهلة بالسكان المحيطة به وبنقاطه. وأشارت التقارير إلى نجاح قوات المعارضة السلحة في الجبهة الجنوبية على حساب مواقع قوات الأسد، الأمر الذي يقربها أكثر من مشارف ريف دمشق، آخرها سيطرة مقاتلي الجيش الحر على حاجز عين عفا في الشمال الغربي لريف درعا، والفاصل بين شمال درعا والغوطة الغربية بريف دمشق. كما سيطر مقاتلو الجبهة الجنوبية أيضاً على بلدة الدلي شمال درعا، إضافة إلى تل عريد وخربة عيفا، ليتحول الخط الواصل بين شمال درعا والقنيطرة تحت سيطرة المعارضة بشكل كامل. من ناحية ثانية، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن طيران التحالف شن ثلاث غارات على آبار النفط في بادية جديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي، مشيرة إلى وقوع انفجار هز حي جوبر الدمشقي وأن اشتباكات عنيفة تدور بين الثوار وقوات النظام في المنطقة تزامناً مع حملة القصف العنيفة التي تستهدف الحي من قبل قوات النظام. وكانت طائرات التحالف الدولي قد شنت أول من أمس عدة غارات جوية على مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا على مواقع تنظيم "داعش"، في وقت جرت فيه اشتباكات عنيفة بالمدينة بين التنظيم و"وحدات حماية الشعب" الكردية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات تزامنت مع تنفيذ طائرات التحالف سلسلة غارات على المدينة، لافتا إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وأوضح أن المعارك ترافقت "مع قصف من جانب وحدات الحماية وقوات البشمركة العراقية على مواقع داعش" في عين العرب. وبين المرصد أن عدد القتلى في معركة عين العرب خلال شهرين بلغ 1153، غالبيتهم العظمى من مقاتلي تنظيم "داعش" و"وحدات حماية الشعب" الكردية، لافتا إلى أن زمام المبادرة على الأرض انتقل إلى الطرف الكردي. ومن جانبه، قال الصحفي الكردي مصطفى عبدي الموجود في منطقة تركية حدودية مع كوباني والذي يتابع عن كثب الوضع في المدينة أن طائرات التحالف " نفذت ما لا يقل عن سبع غارات مسائية، كان آخرها قرابة الثالثة فجرا، وكانت عنيفة جدا". وأضاف أن "خط الجبهة تغير بعد هذه التطورات لصالح وحدات حماية الشعب الكردية حوالي مئتي متر على المحورين الشرقي والجنوبي، مشيرا إلى بطء تقدم المقاتلين الأكراد لأن أي تقدم متسرع سيكون مكلفا بسبب المفخخات التي يزرعها تنظيم داعش".