كان فؤاد أنور جزءا لا يتجزأ من النجاحات التي حققها المنتخب السعودي الأول لكرة القدم خلال مونديال أميركا 94 وكأس الخليج ال12 في أبوظبي. وكلما جاءت دورات الخليج يشعر بالفخر والاعتزاز والفرح، خاصة أن هاتين المناسبتين منحتا إياه حب الجماهير بمختلف ميولها. وقال: "شاركت في 3 دورات خليجية بدءا من ال11 التي أقيمت في الدوحة، لكنني لا أستطيع أن أنسى ما تحقق لمنتخبنا في الدورة ال12 في أبوظبي، خاصة أنها جاءت بعد مستويات فنية رائعة ونتائج جيدة قدمناها في كأس العالم 1994 في أميركا. دخلنا "خليجي 12" ونحن نتمتع بمعنويات عالية ونفسيات مرتاحة بعد أن استطعنا أن نبهر العرب قبل السعوديين، وخلفنا يقف رجالات الدولة والجماهير في المملكة، وعلى رأس هؤلاء جميعا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز "يرحمه الله" الذي كان يتحدث إلينا هاتفيا، مما زرع داخلنا الثقة والإصرار والحماس لتحقيق البطولة لأول مرة في تاريخ المملكة". وتابع: "كنا نشعر بالخوف من اللعب في دورة الخليج لما يحدث فيها عادة من إيقاف لاعبين، وإقالة مدربين، وعراك إعلامي، لكن المستويات الفنية كانت كبيرة، وأعطتنا الدافع مع حرصنا على تحقيق أمل ومطلب الشعب السعودي الذي يأمل في الظفر باللقب بعد غياب 25 سنة، فالمملكة حققت بطولات قارية ولم تحقق بطولة إقليمية. شعرنا بحماس وأجواء تشبه تلك التي يتميز بها المونديال العالمي رغم الفارق والاختلاف في مستويات المنتخبات المشاركة، ورغم ابتعاد نجوم بارزة مثل ماجد عبدالله ومحمد عبدالجواد وفهد الهريفي، إلا أن الإصرار كان قويا، وأنا قائد الفريق أشعر بهاجس الشارع السعودي والمسؤولين وحتى كبار رجالات الدولة، فقد لمست الحفاوة في الاستقبال لدى غالبية الشعب السعودي في مطار الملك خالد الدولي بالرياض عندما عدنا من مونديال أميركا، فتمنيت أن تستمر الأفراح في بلادي خاصة أنها غائبة طويلا، والفرحة كانت كبيرة عندما وصلنا إلى إستاد الملك فهد الدولي بالرياض حيث عرس كروي جميل". ويستطرد "عندما تقترب دورة الخليج أشعر بأحاسيس عجيبة فالمنتخب جزء كبير من تاريخ حياتي الكروية التي أمضيت فيها 23 سنة. وعندما بدأت دورة الخليج ال12 شعرت بالثقة بأن البطولة ستكون من نصيبنا، خاصة عندما سجلت الهدف الثاني في مرمى قطر، ولما تعادلنا مع الإمارات 1/1 تأكدت أنها لنا، وحين سجلنا الهدف الأول في مرمى الكويت قلت إن الكأس سيطير إلى الرياض رغم التخوف الكبير من الكويت؛ لأن منتخبها منافس قويا للأخضر. وبتوفيق الله تعالى سجلت الهدف الثاني قبل أن تنتهي المباراة بعشر دقائق، وهنا حلق الأخضر بالكأس متجها إلى أرض الوطن". ويضيف: "عندما وصلنا إلى الرياض كان في استقبالنا أمير المنطقة سطام بن عبدالعزيز، والأمير فيصل بن فهد، والأمير عبدالرحمن بن سعود "يرحمهم الله" جميعا، وعدد من رجالات الدولة والجماهير، وأتذكر حديث الأمير سطام لي عندما قال: "تدري يا فؤاد الكأس هذه عزيزة علينا، ونتمناها منذ أن كان ملعب الملز ترابي"، فقال الأمير عبدالرحمن بسرعة بديهة "هذا ولدنا كان ضائع 25 سنة ورجع لنا". وأضاف: "كنت شفافا في حديثي مع اللاعبين عندما زرتهم في معسكر المنتخب برفقة اللاعبين محمد الدعيع، ومحيسن الجمعان، وأكدت لهم أن فوزهم بالبطولة بعد اخفاقات عدة سابقة يعيدهم إلى المجد، ويمتعهم بدعم إعلامي وجماهيري كبيرين، ويمنحهم دافعا معنويا للفوز بكأس آسيا 2015 بأستراليا، وأن دورة الخليج أفضل استعداد لهم للبطولة الآسيوية".