فيما واصل التحالف الدولي شن غاراته الجوية على مواقع متشددي تنظيم الدولة "داعش" في محيط مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا، ومنطقتي حارم وباب الهوى في نفس المنطقة، استهدفت طائراته أيضاً مواقع لمقاتلي جبهة النصرة وحركة أحرار الشام المتشددة على مقربة من الحدود. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات على مواقع داعش في عين العرب استهدفت الأحياء الشرقية من المدينة، إضافة إلى منطقة حي الصناعة، وشهدت الأحياء الجنوبية من المدينة قصفا بصواريخ جراد وقذائف الهاون شنته قوات البشمركة والفصائل الكردية على مواقع لتنظيم الدولة. فيما أكدت وسائل إعلام تركية تصاعد وتيرة الاشتباكات بين مقاتلي تنظيم الدولة وبعض المجموعات الكردية المقاومة. يأتي ذلك في الوقت الذي واصل فيه تنظيم الدولة قصف منطقة المعبر الحدودي مع تركيا بقذائف الهاون في محاولة منه لفرض سيطرته عليه، في حين تواصل القوات الأمنية التركية أخذ التدابير اللازمة على الخط الحدودي مع سورية. من جانبها، أكدت جبهة النصرة في موقعها على "تويتر" وقوع الغارات. وهي المرة الثانية التي يستهدف التحالف مواقع للجبهة منذ بدء حملته الجوية في العراق وسورية.وأضاف المرصد أن طائرات التحالف العربي الدولي أغارت كذلك للمرة الأولى على مقر لحركة أحرار الشام في منطقة بابسقا القريبة من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا. ويأتي استهداف طائرات التحالف الدولي لمقاتلي جبهة النصرة رداً على الهجمات المتكررة التي قام بها التنظيمان على مواقع للجيش السوري الحر، وسيطرتهما على بعض المواقع، وهو ما أثار حفيظة الإدارة الأميركية، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي الاثنين الماضي للتعبير عن قلق واشنطن، وألمحت إلى إمكانية استهداف طائرات التحالف لمواقع التنظيمين. وعلى صعيد الوضع الميداني داخل سورية، قصفت قوات نظام الأسد مجدداً إحدى المدارس في حي القابون الدمشقي بقذائف الهاون، مما أدى إلى مقتل 37 طفلاً على الأقل، ووقوع الكثير من الإصابات المتفاوتة في صفوف تلاميذ المدرسة. وأكدت مصادر في المعارضة السورية، أن عدد القتلى من الأطفال جراء قصف قوات النظام للمدرسة بقذائف الهاون تجاوز 37 قتيلاً. مشيرة إلى أن المدرسة تتعرض بشكل دوري للقصف من قبل قوات النظام بالرغم من الهدنة المبرمة مع النظام منذ أشهر. إلى ذلك، وثق المكتب الحقوقي لاتحاد تنسيقيات الثورة مقتل 92 معتقلاً تحت التعذيب في سجون النظام السوري خلال أسبوع واحد، حيث قتلت مليشيات النظام 81 شخصاً من حمص وريفها هذا الأسبوع كانوا قد اعتقلوا في أوقات سابقة من قبل حواجز النظام المنتشرة في أماكن سيطرته، غالبية هؤلاء المعتقلين عذبوا في أفرع الأمن داخل العاصمة دمشق، التي قتلت آلاف المعتقلين خلال السنوات الأخيرة، في حين قتل 4 أشخاص تحت التعذيب من درعا و3 آخرون من دمشق وريفها، و2 من حماة، وآخر من حلب، ومثله من دير الزور. من جهة أخرى، أعلنت بعثة الأممالمتحدة المكلفة بالتخلص من الترسانة الكيماوية السورية سيجريد كاج أمام مجلس الأمن الدولي أمس أن أعمال تدمير آخر منشآت إنتاج الأسلحة الكيماوية السورية سوف تبدأ هذا الشهر، على أن تنتهي أوائل العام المقبل. وقالت الدبلوماسية الهولندية إن 13 وحدة إنتاج سوف تفكك، حسب ما نقل عنها رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر السفير الأسترالي جاري كوينلان. وقال للصحفيين في ختام الاجتماع "التحضيرات للبدء بتدمير وحدات الإنتاج باقية، 7 مستودعات و5 أنفاق تحت الأرض، سوف تفكك في وقت لاحق هذا الشهر وسيتم الانتهاء من العمل قبل صيف عام 2015".