طالب ناشطون سياسيون وحقوقيون في اليمن الرئيس عبدربه منصور هادي بالتحرك لإخراج ميليشيا جماعة الحوثي من العاصمة صنعاء وتشكيل مجلس عسكري لمواجهة تطورات الأوضاع المتدهورة في البلاد، فيما تجددت المعارك أمس بين مسلحي جماعة الحوثي ورجال القبائل في محافظة إب، في وقت تصاعدت فيه حدة الانتقادات للمؤتمر القبلي الذي نظمه الحوثيون أول من أمس والتهديدات التي صدرت من المتحدث باسم المؤتمر ضيف الله رسام للرئيس هادي باقتحام مبنى دار الرئاسة في حال لم يقم هادي بتشكيل الحكومة خلال 10 أيام. وكان ناشطون سياسيون وحقوقيون قد طالبوا الرئيس هادي بتشكيل مجلس عسكري لحماية البلاد، وبخروج عناصر جماعة الحوثي المسلحة من العاصمة، وحذر المتظاهرون، الذين تجمعوا أمام وزارة الشباب والرياضة بشارع الزبيري من أية "انقلابات على شرعية الدولة بذريعة تعذر تشكيل الحكومة"، مطالبين الرئيس هادي ب"تحديد موعد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ليختار اليمنيون حاكمهم وحكومتهم بدلاً من ترك مصير البلد لجماعات العنف والإرهاب". وردد المتظاهرون شعارات تطالب ب"سرعة تشكيل حكومة كفاءات وطنية لإنقاذ البلاد من سيناريو انقلاب وشيك للمليشيات المسلحة"، وطالبوا ب"رحيل ميليشيات الحوثي من شورع وأحياء العاصمة وبقية محافظات وسط وغرب وشمال البلاد". ودان البيان "تواطؤ مؤسسة الرئاسة، وتخاذل الأحزاب حيال انهيار الوضع السياسي والأمني في أنحاء البلاد". في غضون ذلك، عاود مسلحو جماعة الحوثي الهجوم على مقر حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) في إب، حيث تعرض مكتب الحزب لهجوم فجر، أمس، تمكن خلاله الحوثيون من قتل أربعة من حراسات المقر قبل أن يستولوا عليه ويقوموا بإحراقه.وأشارت مصادر محلية إلى أن الحوثيين جاؤوا بصحبة مدرعتين، وأطقم كثيرة، في الوقت الذي لم يكن لدى حراسة الإصلاح سوى الأسلحة الشخصية، اندلعت بعدها اشتباكات ضارية استمرت حتى الثالثة من فجر أمس.في الأثناء تسبب تنظيم جماعة الحوثيين لمؤتمر قبلي موسع بصنعاء، أول من أمس، في موجة من ردود الأفعال الغاضبة في الأوساط القبلية والسياسية والاعلامية، ووصفته ب"الفاشل"، لعجزه عن استقطاب الزعامات القبلية والوجاهات الاجتماعية في المحافظات اليمنية ولجوئه لشخصيات هامشية بادعاء تمثيل تلك المناطق.وقاطعت زعامات قبلية ووجاهات اجتماعية رئيسة ومعروفة ما أطلق عليه "اللقاء التشاوري الموسع الأول لوجهاء وحكماء اليمن"، نظمه الحوثيون وحشد أنصاره للمشاركة فيه، وسط إجراءات أمنية تولتها ما باتت تعرف باللجان الشعبية الحوثية المسلحة. واستهجنت شخصيات قبلية وسياسية الكلمات الهجومية والمستفزة والوعيد، مبدين مخاوفهم من تحركات حوثية قادمة لجهة بسط وتوسيع سيطرتها على الأوضاع في عموم اليمن بمعية حلفائها الجدد المتمثلين بالرئيس السابق علي عبدالله صالح والقيادات العسكرية والسياسية والقبلية الموالية له، والتي ساعدتها في السيطرة على صنعاء يوم 21 سبتمبر الماضي. وأبدت الأوساط السياسية والإعلامية مخاوفها سعي الحوثيين لاكتساب شرعية زائفة لتحركاتها المقبلة خاصة في المناطق الجنوبية من البلاد، وهي المناطق التي أبدت ممانعتها لأي تواجد لمسلحي الحوثيين، خاصة وأن اللقاء التشاوري القبلي الحوثي دعا إلى تشكيل ما أسماها اللجان الشعبية في كل المحافظات، وهو الأمر الذي يعني تغييب دور الدولة كلياً في المجتمع.