تواصلت التظاهرات الشعبية المنددة باستمرار احتلال جماعة الحوثي المسلحة للعاصمة اليمنية صنعاء منذ نحو أسبوعين، في وقت رفض فيه الناطق باسم الحوثيين هذه المطالب مؤكداً أنهم باقون في العاصمة ولن يخرجوا منها. ودفعت عمليات النهب والسلب التي تقوم بها جماعة الحوثي المئات من الشباب المستقلين في العاصمة صنعاء إلى تنظيم مظاهرة ووقفة احتجاجية، للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام للمطالبة بإخراج المسلحين الحوثيين المنتشرين في شوارع وأحياء العاصمة. وردد المشاركون في الوقفة التي نظموها أمس بجوار وزارة الشباب والرياضة في شارع الزبيري، وسط العاصمة شعارات تطالب من وصفوهم ب "المليشيات المسلحة" بالخروج من العاصمة، كما جاب المتظاهرون شارع "هائل"، رافعين الأعلام الوطنية، ورددوا أغاني وأناشيد وطنية تمجد الثورة اليمنية التي أزاحت حكم الإمامة في عام 1962، مطالبين الأجهزة الأمنية بالعودة لممارسة مهامها وتأمين شوارع وأحياء العاصمة، ورفعوا لافتات مثل "لا للمليشيات، نعم للعاصمة بلا سلاح"، و"أخرجوا مليشياتكم من عاصمتنا". واعتبر بعض المشاركين في التظاهرة مليشيات الحوثي المسلحة في صنعاء "قنبلة موقوتة ستنفجر في أية لحظة". من جهة ثانية وفي إصرار على مواقف جماعة الحوثي على البقاء في العاصمة وعدم الخروج منها أكد المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام، أن مسلحي الجماعة سيكونون جنباً إلى جنب مع الجهات الرسمية لحماية العاصمة صنعاء في إطار منضبط وبشكل إيجابي، بدون أن يؤثر على الحياة العامة، أو على حركة السير أو حتى على سلامة وأمن واستقرار الناس، على حد تعبيره. وأشار إلى أن التنسيق قائم في الوقت الحاضر وبشكل كبير مع الجهات المعنية على أساس إيجاد خطة بالتنسيق مع اللجنة الأمنية العليا، لحماية العاصمة صنعاء من مختلف التحديات التي قد تواجهها. وأوضح أن جماعته لم يكن لديها أي توجه لأعمال نهب تمت على نطاق واسع في العاصمة منذ دخولهم، وأرجع ما حصل من عمليات نهب وسلب إلى وجود منازل كان بداخلها أسلحة، إذ وجدت عبوات ناسفة وأشياء كانت معدة لتفجير الوضع في صنعاء. وأبدى الحوثي استعداد الجماعة للتفاوض والتنسيق مع القيادات الرئيسة في الحكومة، في الرئاسة والدفاع وهيئة الأركان والشرطة العسكرية، لإيجاد حلول لكل ما قد حدَثَ من أخطاء في حال كان ذلك صحيحاً، وفق تصريحه. وتناقض تصريحات الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي ما يجري على الأرض من استمرار مليشياتها لعمليات اقتحام مختلف مؤسسات الدولة والجمعيات الخيرية ونهب محتوياتها، والتي استمرت حتى يوم أمس، حيث فرضت مجاميع مسلحة من الحوثيين حصاراً مسلحاً على مقر "جمعية التضامن" الخيرية، بالتزامن مع تدشين عضوات في الجمعية وناشطات حقوقيات اعتصاما احتجاجيا داخل المقر. وطلب الحوثيون من النساء المعتصمات الخروج من المقر وتسليمه لهم، ما قوبل برفض المعتصمات اللاتي بادرن إلى إطلاق نداء استغاثة ومطالبة الحكومة والمنظمات المجتمعية بسرعة التدخل لمنع اقتحام الحوثيين لمقر الجمعية. وسبق لمليشيات الحوثي أن اقتحمت أول من أمس مؤسسة "اليتيم" التنموية ومركز رئيس الجمهورية الملحق بالمؤسسة بالترافق مع قيام مجاميع حوثية أخرى بتنفيذ عملية اقتحام مسلح مماثلة لمركز "أمان" لتأهيل الكفيفات بصنعاء، الذي يعد واحداً من أبرز المعاهد الأهلية المتخصصة في تعليم وتأهيل الفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة.