تهدد خطط تنظيم القاعدة الرامية إلى محاربة جماعة الحوثي بعد سيطرة الأخيرة على العاصمة صنعاء وتمكنها من التأثير على صناعة القرار، بتحويل مجرى الصراع في البلاد إلى صراع مذهبي وطائفي، في وقت خرجت فيه أول تظاهرة ضد جماعة الحوثي استنكاراً لسلوك مسلحيه في صنعاء والدعوة لطردهم. وجاء تبني تنظيم القاعدة هجوماً بصاروخ "لو" على مبنى السفارة الأميركية في صنعاء ليرفع المخاوف من احتدام الصراع بين مسلحي جماعة الحوثي والتنظيم في الفترة القليلة المقبلة على أسس مذهبية وطائفية. وأكدت مصادر مطلعة أن مسلحي التنظيم بدؤوا بالتخطيط لاحتلال محافظة البيضاء، جنوب شرق العاصمة صنعاء، لتكون نقطة ارتكاز لتمدد نشاطهم نحو العاصمة صنعاء وبقية المناطق التي تقع تحت نفوذ الحوثيين. وأشارت ذات المصادر إلى أن عدداً من عناصر تنظيم القاعدة غادر منطقة معوان بمديرية المحفد بمحافظة أبين، المجاورة للبيضاء، للانضمام إلى المئات من عناصر التنظيم بهدف القضاء على "المد الشيعي" في المناطق السُنية، بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومحيطها. ونقل عن وجاهات قبلية أنه شوهد عدد من عناصر القاعدة يعتدون على محلات تجارية تابعة لمواطنين موالين لجماعة الحوثي في البيضاء، بالإضافة إلى ظهور العناصر بشكل ملحوظ في شوارع المدينة، ومطالبتها علناً بالجهاد ضد من أسموهم (الروافض)، في إشارة إلى جماعة الحوثي. في هذه الأثناء خرجت أمس أول تظاهرة في صنعاء للمطالبة بإخراج المليشيات المسلحة التابعة لجماعة الحوثي، وذلك بعد نحو أسبوع من اقتحامها وفرض نفسها كبديل لأجهزة الدولة المختلفة. وطالب المتظاهرون بسرعة خروج المليشيات المسلحة التابعة لجماعة الحوثي وإعادة منهوبات الدولة ووقف الاعتداءات وأعمال النهب للمؤسسات الخاصة والعامة ومنازل المواطنين. وجاءت مسيرة الأمس في إطار حملة "قبل الكارثة"، التي تبناها عدد من الناشطين الحقوقيين، حيث أكد المهندس محمد النعيمي، الذي يعد أول الداعين إلى هذه الاحتجاجات أن المسيرة رفعت ثلاثة مطالب رئيسة تتمثل في سحب المليشيات المسلحة من العاصمة واسترداد المنهوبات العامة والخاصة مع الاعتذار لمن طالهم العنف والنهب، ورفض أية شراكة سياسية مع جماعة الحوثي قبل تنفيذ المطلبين السابقين، مشيراً إلى أن هذه الحملة لن تتوقف عند مسيرات الأحد وإنما ستتبعها فعاليات أخرى أكثر تصعيداً". ونشرت جماعة الحوثي مسلحيها في مختلف شوارع العاصمة في محاولة لقمع المتظاهرين، حيث لوحظ أن مسلحي الجماعة انتشروا بأطقمهم المسلحة في مختلف الشوارع تخوفاً من توسع التظاهرات. في غضون ذلك عقد الرئيس هادي أمس اجتماعاً مع هيئة مستشاريه بهدف بحث آخر التطورات على الساحة، وخاصة ما يتصل بالمشاورات الشاملة والشفافة مع جميع المكونات الممثلة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل وفقاً للاتفاق الذي حدد مدة أقصاها شهر لتشكيل الحكومة.