أثارت الممارسات العدائية ضد اللاجئين السوريين التي تشهدها بعض المدن اللبنانية ردود أفعال واسعة، حيث وصفها بعض المحللين السياسيين بأنها "دعوة للعنصرية". متسائلين عن الجهات التي لها مصلحة في تأجيج الوضع الأمني وإحداث مواجهات بين اللبنانيين والسوريين. كما طالبوا وزارة الداخلية والمباحث العامة بالتدخل لمعرفة الجهات التي تقف وراء تلك الممارسات، وتقديم مرتكبيها إلى ساحات القضاء بتهم "تكدير الأمن الاجتماعي". وقال المحامي والناشط الحقوقي أحمد قلعجي في تصريحات ل "الوطن" "لبنان عرف على الدوام بأنه بلد الحقوق وبلد الحضارة، وهذا لا يتوافق مع ما يقترفه البعض من ممارسات أقل ما يقال عنها إنها عدوانية، وإذا كانت الظروف الداخلية التي تمر بها سورية قد اضطرت بعض السوريين إلى دخول الدول المجاورة لهم كلاجئين، فلا ينبغي أن ننسى أن شعبهم مد لنا يد العون في اللحظات التي كنا نعاني فيها من ويلات الحرب الأهلية، فاستقبلونا في ديارهم وأكرمونا. بعيداً عن أي موقف سياسي أو حكومي". واتهم قلعجي حزب الله بالوقوف وراء مساعي التحريض ضد اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أنه يفعل ذلك بإيعاز من نظام بشار الأسد الذي يريد إعادة السوريين إلى بلادهم، كي يوهم العالم بأن الأمور تحت سيطرته، وقال "لا أحد لديه مصلحة في إثارة اللبنانيين ضد اللاجئين السوريين سوى حزب الله، فهو في إطار استجابته لأوامر طهران ودمشق، يثير الشعب ضد اللاجئين، بهدف إجبارهم على العودة إلى بلادهم، تمهيداً لانتقام نظام الأسد من معارضيه الذين اختاروا العيش في لبنان" ومضى بالقول "لا بد للسلطات الحكومية أن تستعيد هيبتها، وأن توفر الحماية لهؤلاء اللاجئين الذين اضطرتهم الظروف للمجيء إلى بلادنا، ومن المؤسف أن قوات الأمن تقف موقف المتفرج على هذه الممارسات دون أن تحرك ساكناً أو تتخذ إجراءً بحق المعتدين". في سياق منفصل، واصلت الولاياتالمتحدة الأميركية عملية تسليح قوى الأمن اللبنانية بالأسلحة والذخائر، حيث تسلم اللواء اللوجستي عبر مطار رفيق الحريري الدولي خلال اليومين الماضيين كمية من الذخائر المختلفة. وتمت عملية التسليم بحضور السفير الأميركي ببيروت ديفيد هيل ومكتب التعاون الدفاعي الأميركي في لبنان. وتأتي هذه الدفعة الجديدة ضمن إطار برنامج المساعدات الأميركية المقررة للجيش اللبناني، والالتزامات والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين. إلى ذلك، ما تزال قضية العسكريين اللبنانيين المخطوفين تراوح مكانها، رغم أنها القضية الأكثر إثارة للاهتمام في لبنان، حيث تأخذ القدر الأكبر من الاهتمامات السياسية والشعبية، حيث تعيش الحكومة اللبنانية أزمة داخلية، نتيجة وقوعها تحت ضغط حزب الله والتيار العوني الداعي إلى عدم الدخول في مقايضات أو تسوية مع القوى الإرهابية في داعش والنصرة لتسهيل عودة المخطوفين، ويدفع حزب الله باتجاه توريط الجيش اللبناني في حرب شاملة مع هذه القوى تذهب ضحيتها عرسال والنازحين السوريين، وبذلك ينجح في استدراج لبنان إلى التنسيق مع الحزب والجيش السوري النظامي، وبالتالي استدراجه إلى المحور السوري – الإيراني.