فيما تمسكت الحكومة اللبنانية برفض مبدأ مقايضة العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة وداعش، أمس، رغم الضغوط التي تمارسها عائلات المخطوفين لإطلاق سراح أبنائهم، لكنها لم ترفض التفاوض مع الخاطفين عبر قنوات دولية. وشدد وزير الإعلام رمزي جريج، في تصريحات صحفية، على أن موضوع تحرير المخطوفين لا يمكن أن يكون موضع مقايضة، بل يمكن أن يكون موضع تفاوض، عبر قنوات دولية استعملت وستستعمل من أجل تحرير المخطوفين. من جانبه، أكد وزير العدل أشرف ريفي وجود مصلحة وطنية عليا في حل قضية العسكريين، داعياً للإسراع في محاكمة المتشددين الذين تم اعتقالهم. وأشار بعض القانونيين إلى أن الإفراج عن المتشددين المعتقلين ليس له أي سند قانوني، مؤكدين أن الحلول القانونية للإفراج عنهم تكمن في إصدار عفو عام بواسطة مجلس النواب، أو عفو خاص يتطلب توقيع جميع أعضاء الحكومة، في ظل غياب رئيس للجمهورية. إلا أنهم استدركوا بالقول إن العفو يصدر بحق المحكومين قضائياً، وإن غالبية الموقوفين المتشددين ليسوا محكومين بعد. وكانت "جبهة النصرة" قد نشرت أمس شريطاً مصوراً بعنوان "من سيدفع الثمن؟"، ظهر فيه 9 من جنود الجيش اللبناني وقوى الأمن المخطوفين، حيث رفضوا دفع ثمن تدخل حزب الله في سورية، فضلاً عن تحذير التنظيم أهل السنة في لبنان من دفع ثمن تورطهم بحرب في صف الجيش اللبناني ضد مقاتليهم. وتضمن التسجيل مشاهد توضح معاملة جنود حزب الله للأسرى بطريقة قاسية، وشهادات لنساء تعرضن للاغتصاب على أيدي مجموعات من الحزب، فضلا عن الاعتداءات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. كذلك، عرض الفيديو لشهادات بعض العسكريين اللبنانيين المختطفين، وهم يستنكرون تلك الممارسات، ويزعمون أن جنود الحزب الطائفي قصفوا عرسال والمدنيين والأطفال، وقال أحد الجنود الأسرى "ما ذنبي في أن أدفع ثمن تصرفات حزب الله؟ ودمي برقبة الحزب". إلى ذلك، أكد شهود عيان أن وفداً عربيا دخل بلدة عرسال أمس، حيث يفترض أن يتواصل مع المجموعات الإرهابية التي اختطفت العسكريين للقيام بالوساطة على أمل النجاح في إطلاق سراحهم. فيما نفت "هيئة علماء المسلمين" أن تكون تلقت أي اتصال من الجهات الخاطفة للعسكريين، مؤكدة التزامها تعليق الوساطة. في سياق أمني، عاود سلاح الجو الإسرائيلي أمس انتهاكه لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 وسيادة لبنان عندما نفذت طائرة استطلاع تابعة له طلعات جوية في العمق اللبناني. وأفادت مديرية التوجيه التابعة لقيادة الجيش في بيان لها عن رصد الجيش للطائرة وهي تخترق الأجواء اللبنانية من فوق بلدة كفر كلا المتاخمة للأراضي الفلسطينية المحتلة، وتابعتها وهي تنفذ طيراناً دائرياً فوق مختلف المناطق الجنوبية إلى مغادرتها الأجواء اللبنانية من فوق بلدة علما الشعب.