طوت الحكومة اللبنانية على ما يبدو ملف إقامة مخيمات على الحدود اللبنانية السورية في البقاع والشمال، بعد رفض حزب الله الذي يصر على التنسيق مع الحكومة السورية في هذا الموضوع. حيث تذرع الحزب باحتمال تحول هذه المخيمات إلى بؤر أمنية على غرار عرسال، مما حدا بوزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس إلى سحب اقتراحه من جلسة مجلس الوزراء الأخيرة. إلى ذلك عادت الحوادث الإرهابية لتضرب لبنان من جديد، حيث تعرضت آلية عسكرية لهجوم بعبوة ناسفة في المنطقة الواقعة بين وادي حميد والمصيدة بجرود عرسال، مما أدى إلى سقوط قتيلين و4 جرحى للجيش، حيث بادر أهالي عرسال بنقلهم إلى مستشفى الرحمة للعلاج، فيما قال البعض: "إن الانفجار نتج عن إطلاق قذيفة آر بي جي على آليتهم العسكرية". وجاء الحادث بعيد ساعات قليلة من إعلان الجيش اللبناني عن توقيف اللبناني بسام يوسف الحجيري، وبرفقته سوريان كانوا يتجولون من دون أوراق ثبوتية، وقد اعترف السوريان بانتمائهما إلى تنظيم إرهابي. وتم تسليم الموقوفين إلى المرجع المختص لإجراء اللازم. وكان أهالي الجندي القتيل عباس مدلج قد قطعوا الطريق عند مدخل مدينة بعلبك، بعد تلقيهم معلومات عن توقيف 3 سوريين ينتمون إلى تنظيم داعش، أحدهم شارك في ذبح ابنهم. وطالب والد مدلج الدولة، بالاقتصاص من السوري الموقوف دحام عبد العزيز رمضان المتهم بذبح ولده أو تسليمه له للاقتصاص منه. وكانت استخبارات الجيش قد أوقفت يوم الثلاثاء الماضي 3 سوريين عند مفرق بلدة إيعات غرب مدينة بعلبك، هم دحام عبدالعزيز رمضان وخالد البكير وعبدالله أحمد السلوم، وترددت معلومات بأن المدعو دحام اعترف بأنه هو الذي نفذ عملية ذبح مدلج، ويعلم المكان الذي تم دفنه فيه. إلى ذلك، تواصلت المفاوضات التي تجريها الحكومة اللبنانية مع تنظيم جبهة النصرة بوساطة دولة عربية، حيث أعلن التنظيم أمس أن شروطه للإفراج عن العسكريين اللبنانيين "ليست تعجيزية، ولا تتضمن المطالبة بالإفراج عن معتقلين في سجون بشار الأسد"، فيما يقوم وفد عربي باتصالات بعيداً عن الأضواء مع مقربين من التنظيم للتواصل مع الخاطفين في الجرود، وذلك بعد النجاح في تأجيل إعدام الجندي محمد حمية الذي هددت داعش بذبحه إذا لم تتم الاستجابة لمطالبها. ورغم ذلك ظلت الأجواء في لبنان على احتقانها، لاسيما بعد تأكيد الحكومة اللبنانية رفضها مطالب الخاطفين. في سياق منفصل، تسلمت قوى الأمن أمس من السفير الأميركي في لبنان "ديفيد هيل"، عدد 38 مركبة عسكرية، وأفاد "هيل" بأن بلاده دعمت قوى الأمن بمعدات تبلغ قيمتها أكثر من 140 مليون دولار. وقال: "المركبات التي تم تسليمها مؤخراً تقدر قيمتها بحوالي 1.6 مليون دولار، 23 مركبة منها لنقل السجناء، و5 لاستخدام الشرطة القضائية في إدارة عملياتها". وأضاف "هيل" أن مؤسسة قوى الأمن الداخلي أظهرت إلى جانب الجيش وقوى الأمن العام، شجاعة في مهامها لحماية أمن واستقرار لبنان.