أكدت مصادر سياسية ل"الوطن" أن أسباب تعثر المفاوضات الجارية بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين يعود إلى أن الجماعة طرحت شرط إشراكها في القرار السياسي، وأخذ رأيها في الأسماء التي ستتولى المناصب في الوزارات السيادية، خاصة وزارتي الدفاع والداخلية، إضافة إلى رغبتهم في تعيين سفير يمني لدى طهران يكون محسوباً عليها. وكان المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر قد واصل مشاوراته في العاصمة صنعاء لإيجاد مخرج للأزمة القائمة في البلاد عبر التوصل إلى اتفاق سياسي شامل بين السلطات اليمنية وجماعة الحوثي، حيث أجرى سلسلة من اللقاءات مع الأطراف السياسية كافة، من أبرزهم الرئيس هادي وممثلو جماعة الحوثي، الذين عادوا لطرح بعض الشروط الجديدة بهدف تحسين شروط التفاوض قبل إقرار أي اتفاق. في سياق أمني، عادت المواجهات المسلحة بين مسلحين تابعين لجماعة الحوثي وآخرين ينتمون إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان المسلمين" سقط فيها عدد من القتلى والجرحى. وأكدت مصادر محلية أن المواجهات وقعت في منطقة وادي ظهر، إحدى الضواحي الشمالية للعاصمة صنعاء، مما أدى إلى سقوط 8 قتلى وعدد آخر من الجرحى في صفوف الجانبين، مشيرة إلى أن مسلحي جماعة الحوثي اعترضوا نجل صالح عامر، وهو أحد القيادات العسكرية المقربة من اللواء الركن علي محسن الأحمر، مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي لشؤون الأمن والدفاع، مع مرافقيه في منطقة همدان واشتبكوا معهم، مما أسفر عن قتل 3 أشخاص من الحراسة، واثنين من مسلحي الحوثي و3 مواطنين تصادف مرورهم قرب موقع الاشتباكات. وجاءت هذه المواجهات بعد استحداث مسلحي الحوثي مخيماً جديداً في منطقة ضلاع همدان، المرتبطة بعدد من المناطق الشمالية، خاصة المحويت وحجة، حيث استقدم الحوثيون 500 من مسلحيهم للبقاء في مخيم الاعتصام. والمخيم هو الخامس الذي أنشأته الجماعة في منطقة ضلاع همدان، وهي أحد مداخل العاصمة صنعاء، حيث ترمي الجماعة إلى فرض حصار شامل على المدينة بغرض تضييق الخناق على سكانها بعد تعثر المفاوضات الجارية بينها والحكومة برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، وعدم توصلها إلى أية نتيجة حاسمة. وفي تطور المواجهات في محافظة الجوف، شمال العاصمة، اشتدت المواجهات بين جماعة الحوثي ورجال القبائل المحسوبين على حزب التجمع اليمني للإصلاح، المساندين للجيش، الذي كثف طيرانه من غاراته على مناطق في مديريتي الغيل والزاهر بالمحافظة. وأشارت مصادر قبلية إلى أن الطيران الحربي شن غارات جوية مكثّفة على مناطق في مديرية الغيل، التي شهدت منذ صباح أمس نحو 5 غارات جوية، سقط خلالها العشرات من القتلى والجرحى، فيما شنت قوات الجيش غارتين على مناطق في مديرية الزاهر. وكانت معلومات قد أشارت إلى أن رجال القبائل انسحبوا من مديرية الغيل بمحافظة الجوف إلى وادي السلمات، حيث تؤكد المصادر بأن معارك شرسة دارت بالقرب من منزل رئيس ملتقى قبائل الجوف الشيخ الحسن أبكر، حيث تعرض منزله فيما بعد الانسحاب لتدمير شامل.