دارت مواجهات متقطعة أمس بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين في الضاحية الغربية لصنعاء، فيما ظل التوتر مرتفعا في العاصمة ومحيطها، بحسب مصادر أمنية وشهود عيان. ووقعت المواجهات في منطقة الصباحة على الطريق التي تربط صنعاء بمدينة الحديدة على البحر الأحمر، وهي منطقة يقيم فيها أنصار الحوثيين مخيمات ضمن التحرك الاحتجاجي المناهض للحكومة، بحسب هذه المصادر التي لم تشر إلى أي حصيلة للقتلى. وفي جنوبصنعاء كان التوتر محتدما غداة المواجهات التي شهدتها منطقة حزيز عند المدخل الجنوبي للمدينة، بعد أن صد الجيش محاولة إدخال سيارات محملة بالأسلحة للحوثيين. وقتل مدني وأصيب 15 آخرون بجروح الثلاثاء في المواجهات في حزيز بحسب بيان أصدرته أمس اللجنة الأمنية العليا. وأصيب جنود وشرطيون أيضا في هذه المواجهات مع الحوثيين، الذين استخدموا قذائف «ار بي جي» بحسب البيان. وفي شمال صنعاء، استقدم الحوثيون تعزيزات بالأسلحة بما في ذلك مدافع، وذلك إلى منطقة همدان وإلى محيط مطار صنعاء الدولي حسب ما أفاد شهود عيان. ويتابع الآلاف من أنصار الحوثيين بينهم مسلحون، تحركهم الاحتجاجي المطالب بإسقاط الحكومة وإلغاء قرار رفع أسعار الوقود. وفي سياق متصل شن الطيران الحربي اليمني لليوم الرابع على التوالي غارات جوية استهدف فيها مناطق للحوثيين في محافظة الجوف شمال شرق العاصمة صنعاء. وقال مصدر إعلامي من الجوف إن الطيران الحربي وجه غاراته على مديرية الغيل، واستهدف مخازن أسلحة خاصة بالجماعة، إضافة إلى أنه استهدف مساء الثلاثاء مديرية الزاهر، وتعتبر من المناطق التي يتمركز فيها الحوثيون بشكل كبير دون معرفة الخسائر جراء القصف. كما أكد المصدر تجدد المواجهات بين الحوثيين والجيش المسنود باللجان الشعبية في عدد من المناطق في الجوف أمس. من ناحية أخرى، يشهد جنوب العاصمة صنعاء في منطقة حزيز توترا أمنيا شديدا، حيث أكد سكان المنطقة سماع دوي انفجارات منذ الصباح، ولم يؤكدوا مصدرها بالتحديد. وشهدت تلك المنطقة اشتباكات مسلحة بين قوات الاحتياطات الأمنية من معسكر السواد، ومسلحين حوثيين حاولوا اقتحام إحدى المدارس الواقعة بقرب المعسكر. وأكدت مصادرأن قوات الأمن لا تزال منتشرة هناك بشكل كثيف، حيث لا تزال مسيطرة على مدرسة عبد اللطيف التي وقعت فيها تلك الاشتباكات. كما قامت قوات الأمن أمس بإغلاق جميع الشوارع المحيطة بمقر الحكومة اليمنية، وعدد من الشوارع الأخرى المؤدية إلى مقرات حكومية هامة. وخرجت مسيرات كبيرة أمس في عدد من محافظات الجمهورية، منها عمران وصعدة شمال العاصمة، الواقعتان تحت سيطرة جماعة الحوثي بشكل كامل، استمراراً للخطوات التصعيدية. ووجه الحوثيون اتهامات للتجمع اليمني لحزب الإصلاح والمشارك في الحكومة بأربع وزارات، بالوقوف وراء أعمال العنف التي شهدتها العاصمة صنعاء الثلاثاء، وما تشهده محافظة الجوف من اشتباكات مسلحة. وقال زيد الشامي رئيس كتلة الإصلاح في البرلمان، إن الحوثيين اعتادوا على تلك الاتهامات غير الصحيحة التي اعتبروها حجة لهم للسيطرة على عمران وصعدة والآن العاصمة صنعاء. وأكد الشامي أنهم رحبوا بدخول جماعة الحوثي إلى العملية السياسية «إلا أنهم رفضوا ذلك أكثر من مرة».