نتقدت الحكومة اليمنية، جماعة الحوثي، واتهمتها بعدم الالتزام بتعهداتها بالانسحاب الكامل من المقار والمؤسسات الحكومية والمرافق الأمنية والعسكرية، التي سيطرت عليها الجماعة بعد سقوط المحافظة في أيدي الجماعة في الثامن من شهر يوليو الماضي، واعترفت الحكومة في ختام اجتماع لها أمس بوجود صعوبات تعترض أداء مكاتب الوزارات بمحافظة عمران جراء عدم التزام جماعة الحوثيين بالانسحاب من المحافظة. وأقرت الحكومة رفع تقرير متكامل وشامل للرئيس عبدربه منصور هادي عن الأوضاع في عمران بناء على التقارير المرفوعة من الوزراء، شاملة المقترحات والتوصيات لتجاوز هذا الوضع وتطبيع الأوضاع في المحافظة وبسط سيطرة الدولة عليها. يأتي ذلك، فيما تدور منذ عدة أيام معارك شرسة بين جماعة الحوثي وقبائل تنتمي إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح في محافظة الجوف، شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، إلا أنها تزايدت خلال اليومين الماضيين، مما أسفر عن سقوط عدد من المواقع في المنطقة بأيدي جماعة الحوثي، في الوقت الذي انتقدت فيه الحكومة موقف الحوثيين من عدم تسليم مؤسسات الدولة في محافظة عمران التي أسقطوها بأيديهم قبل أكثر من شهر. وأوضحت مصادر محلية في محافظة الجوف، أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في المواجهات التي اندلعت بين الحوثيين وجماعات قبلية مؤيدة لحزب الإصلاح على خلفية عدم التزام الجانبين بالهدنة التي توصلت إليها اللجنة الرئاسية في وقت سابق من الشهر الجاري لوقف المواجهات في المحافظة، حيث تعرض أعضاء اللجنة نفسها لإطلاق نار من قبل جماعة الحوثي. وقال المصدر إن الوساطة انسحبت من جميع المواقع والمراكز القتالية التي استلمتها من الطرفين المتقاتلين في فترة سابقة، حيث سلمت كل طرف موقعه مما قد يؤزم الموقف من جديد وينذر بمواجهات شديدة وشرسة بين الجانبين، بخاصة بعد أن قام مسلحو جماعة الحوثي بتدمير مبنى إدارة أمن مديرية الغيل وعدد من المقرات والمنازل التابعة لقيادات في حزب الإصلاح. وكانت اللجنة الرئاسية قد توصلت في وقت سابق مع طرفي الصراع إلى اتفاق يقضي بانسحاب المقاتلين من كافة المواقع وتسليمها إلى قوات الجيش والأمن، إلا أن الطرفين لم يلتزما بالاتفاق. ويخشى مراقبون أن تؤول الأوضاع في الجوف إلى ما آلت إليها الأوضاع في عمران قبل السيطرة عليها من قبل جماعة الحوثي، ما يعني ضم الحوثيين محافظة الجوف إلى المناطق التي تسيطر عليها، وهي صعدة وعمران. إلى ذلك هز انفجاران عنيفان معسكر النجدة في محيط القصر الجمهوري ومعسكر النجدة في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموتجنوب شرق اليمن. وقالت مصادر محلية إن قوات الأمن والنجدة اشتبكت مع مسلحين، دون أن تورد أي إحصائية لضحايا الانفجارين. سياسيا توقعت مصادر حكومية عودة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة الأسبوع المقبل إلى البلاد، حيث يقضي إجازة مع عائلته في دولة الإمارات التي يوجد حاليا فيها، ونفت المصادر صحة الأنباء التي تتحدث عن وجود خلافات بين باسندوة والرئيس هادي.