احتشد آلاف من الحوثيين في صنعاء أمس، وأغلقوا شارع المطار الرئيس ونصبوا خيماً جديدة أمام وزارات الداخلية والكهرباء والاتصالات في سياق تصعيدهم المستمر منذ ثلاثة أسابيع لإسقاط الحكومة. وطوقت قوات مكافحة الشغب محيط الاعتصام لتفريق المحتجين، وسط أجواء توتر أمني ومخاوف من انفجار الأوضاع في ظل تعثر المفاوضات الرامية إلى إيجاد حل للأزمة. وأفادت قناة «العربية» عن سقوط قتيل وجرحى لدى تفريق المحتجين. إلى ذلك تصاعدت أمس المواجهات على أكثر من جبهة في محافظة الجوف (شمال شرقي صنعاء) بين الحوثيين وقوات حكومية مدعومة بمسلحي القبائل الموالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين). ونفذ الطيران الحربي غارات على مواقع للحوثيين في مديرية الغيل وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين. وبدأ آلاف من الحوثيين مرحلة جديدة من التصعيد، إذ احتشدوا في شارع المطار وعلقوا شارات صفراً تعبيراً عما وصفوه ب «الإنذار الأخير» الذي سيعقبه رفع شارات حمر لإسقاط الحكومة بالقوة. كما حملوا أعلاماً ل «حزب الله» اللبناني، ورفعوا صوراً لأمينه العام السيد حسن نصر الله إلى جانب صور قائدهم عبدالملك الحوثي. وفيما واصل أنصارهم المسلحون التوافد إلى المخيمات التي تطوّق صنعاء من كل الاتجاهات، أغلقوا أمس شارع المطار الرئيس، ونصبوا مزيداً من الخيم أمام المداخل الرئيسة لوزارات الكهرباء والاتصالات والبريد والداخلية ما أدى إلى شل حركة المرور في محيطها. وأرسلت السلطات قوات من مكافحة الشغب لتطويق الاعتصام في محاولة كما يبدو لإجبار المحتجين على فتح الشارع وإزالة الخيم. وقال ناشطون حوثيون ل «الحياة» إن قوات الأمن شرعت بعد العصر أمس باستخدام قنابل غاز وإطلاق رصاص حي، وسط توتر أمني ومخاوف من أن يؤدي استعمال القوة إلى تفجُّر الأوضاع، بخاصة في ظل التحذيرات التي أطلقتها جماعة الحوثيين من اعتداء الأمن على أنصارها. وتسعى الجماعة إلى التصعيد عبر عصيان، لشل الحركة الاقتصادية في صنعاء وإغلاق المصالح الحكومية، بالتزامن مع استمرار توافد حشود المسلحين للالتحاق بالمخيمات عند مداخل العاصمة، تأهباً لاقتحامها إذا بدأت السلطات باستخدام القوة لفض اعتصامات المحتجين داخل المدينة. وتعثرت طيلة الأيام الماضية مفاوضات الحكومة مع الحوثيين لإيجاد حل للأزمة، إذ رفضت الجماعة مبادرة للجنة الرئاسية كانت أقرّت تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتبنّت خفضاً جزئياً لأسعار الوقود، في مقابل وقف التصعيد وانسحاب مسلحي الجماعة من محيط صنعاء ومن مدينة عمران، ووقف القتال المحتدم في محافظة الجوف. وأفادت مصادر حكومية بأن الجماعة تعترض على احتكار الرئيس عبد ربه منصور هادي حق اختيار رئيس الوزراء الجديد ووزراء الحقائب السيادية، كما تطالب بإشراكها في القرار السياسي ومفاصل الأجهزة الحكومية.