قصف الطيران الحربي اليمني صباح أمس الثلاثاء مقرات لتجماعات الحوثيين في محافظة الجوف شمال شرق العاصمة صنعاء. وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية إن الطيران الحربي شن ثلاث غارات على منطقة الغيل ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. وأكدت المصادر أن الحوثيين قصفوا بالأسلحة الثقيلة منزل الحسين أبكر وهو شيخ قبلي بارز ومناصر للتجمع اليمني لحزب الإصلاح، ما تسبب في تدميره بشكل كامل. وبدأ السكان المحليون في منطقة الغيل بالنزوح بينما سبقهم أهالي منطقة السلمان بالهروب إلى القرى المجاورة هرباً من تلك المواجهات المسلحة. وقال مصدر صحافي محلي لوكالة الأنباء الألمانية إن ثمانية أشخاص قتلوا خلال الاشتباكات من طرفي الجيش واللجان الشعبية خلال اليومين الماضيين، إضافة إلى إصابة العشرات. على صعيد آخر، اندلعت اشتباكات مسلحة صباح أمس في قرية القابل الواقعة بمديرية همدان شمال العاصمة صنعاء بين مناصرين يتبعون الحوثي وجماعة صالح عامر سكرتير اللواء علي محسن الأحمر (قائد الفرقة الأولى مدرع ومستشار رئيس الجمهورية لشؤون الأمن والدفاع حالياً) والمحسوب على التجمع اليمني لحزب الإصلاح. وقال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لأنصار الله الحوثية لوكالة الأنباء الألمانية إن الاشتباكات اندلعت بعد إطلاق الرصاص الحي على مناصرين لجماعة الحوثي وذلك أثناء مرورهم من تلك المنطقة من قبل مرافقي صالح عامر، فيما أشار سكان محليون إلى أن الحوثيين هم من قاموا باستفزاز مرافقي صالح. وقال سكان محليون إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا من مرافقي صالح، إضافة إلى سقوط عدد من القتلى من طرف الحوثيين، وأشاروا إلى أنه رغم توقف الاشتباكات إلا أن الوضع لا يزال متوتراً في تلك المنطقة. من جهة أخرى، قُتِلَ اربعة مسلحين قبليين في اشتباكات اندلعت الثلاثاء في الضاحية الشمالية لصنعاء مع المتمردين الحوثيين الذين يوسعون انتشارهم المسلح حول صنعاء بالرغم من استمرار المفاوضات السياسية للتوصل الى حل للازمة التي وضعت اليمن على شفير الحرب الاهلية، بحسب مصدر قبلي. وقال المصدر ان "اربعة قتلى وجريحا سقطوا في الاشتباكات مع الحوثيين على الطريق المؤدي من صنعاء الى قرية القابل، في الضاحية الشمالية لصنعاء". وبحسب المصدر، فان القتلى جميعهم من اقارب احد الوجهاء القبليين في المنطقة، وهو ضابط في الفرقة الاولى مدرع سابقا وهو احد المحسوبين على علي الاحمر، العدو اللدود للمتمردين الحوثيين. ووقعت الاشتباكات عند نقطة تفتيش اقامها الحوثيون في المنطقة. وتاتي هذه الاشتباكات في ظل استمرار احتشاد وانتشار واسع للمسلحين الحوثيين القادمين من صعدة وعمران في الشمال، في الضواحي الشمالية والشمالية الغربية حيث اقيم مخيم جديد للحوثيين وانصارهم في منطقة سوق ضلع في همدان. وهذا المخيم الذي فيه مسلحون، هو ثامن مخيم يقيمه الحوثيون الذين يتخذون اسم "انصار الله" منذ بدئهم في 18 من الشهر الحالي بالتحرك الاحتجاجي المطالب باسقاط الحكومة والتراجع عن قرار برفع اسعار الوقود. ويقع المخيم الجديد في الجهة الجنوبية من معسكر اللواء الثالث مشاة جبلي الذي بات محاصرا بين مخيمين للحوثيين. وتعثرت حتى الان مساعي التوصل الى اتفاق بين المتمردين والرئيس عبدربه منصور هادي بالرغم من موافقة الرئيس على تشكيل حكومة جديدة وخفض اكثر من نصف الزيادة السعرية التي طبقت على الوقود. واكدت مصادر سياسية في صنعاء ان مبعوث الاممالمتحدة لليمن جمال بن عمر عقد أمس جلسة محادثات جديدة بين الاطراف للتوصل الى حل للازمة.