كشف رئيس القطاع الجنوبي في الشركة السعودية للكهرباء الدكتور طارق المهاوش عن كثير من الأمور المتعلقة بالشركة والمعاناة التي يواجهونها عند تقديم الخدمات لا سيما في المنطقة الجنوبية، مقدما حزمة من الحلول تعمل عليها شركته لتفادي انقطاعات التيار الكهربائي في المنطقة مستقبلا، لافتا إلى أن الشركة تعمل وفق تقارير دقيقة لتحديد مواطن الخلل لتلافيها مستقبلا إما بالتدعيم أو بمشاريع إضافية مستقلة، وطمأن في لقاء مع "الوطن" سكان محافظة محايل عسير بأن وضع محافظتهم يتجه للأفضل بعد تدعيم محطات الكهرباء بمحطات إضافية من شأنها رفع معانة الأهالي من انقطاعات التيار فإلى تفاصيل الحوار: إلى أي مدى ترى نسبة التحسن في تقديم خدماتكم؟ التحسن ارتفع بنسبة 100% عن السنوات الماضية عبر إحصائيات دقيقة تعدها الشركة. فمثلا في القطاع الجنوبي انقطاعات التيار من بداية العام إلى شهر مايو في عام 2013 تحسنت خلال العام الحالي لنفس الفترة بنسبة 23% في عدد الانقطاعات. الشركة تتعذر بأسباب خارجة عن الإرادة تسببت في انقطاع التيار؟ هل من حلول لذلك؟ أسباب الانقطاعات متعددة وعلى سبيل المثال يوجد سبب نقص محطات الكهرباء ولهذا الأمر اعتمدت الشركة في ميزانياتها مشاريع لسداد هذا النقص وتم اعتماد أكثر من 6 مليارات للقطاع الجنوبي لعام 2014 يخص المشاريع الجديدة لتحسين موثوقية الشبكة. ولكن في القطاع الجنوبي تحديدا نسبة كبيرة جدا من الانقطاعات تتم إما حوادث صدم أو تعديات من مقاولين في الحفر لمشاريع خدمية أخرى والنسبة الكبرى من حوادث الصدم بشكل كبير تتركز في منطقة جازان وتعد بشكل شبه يومي وبسببها تخرج الشبكة من الخدمة. هل وجود الشبكات الهوائية بشكل كبير في القطاع الجنوبي هو أحد أسباب الضعف؟ نسبة الشبكات الهوائية تبلغ 94% من إجمالي الشبكة ولذلك هي معرضة للعبث برمي أسلاك عليها من بعض العابثين وكذلك في بعض المناطق الحدودية نعاني من رمي بعض الأسلاك على شبكة الكهرباء لقطع الخدمة لمحاولة التهريب أثناء انقطاع التيار إضافة إلى العوامل الجوية كالصواعق الرعدية والأمطار. بعد معرفتكم بأسباب الخلل.. ماذا فعلتم لحلها؟ قمنا بتغيير العوازل في المناطق الساحلية بتهامة ومحافظة فرسان وتمتاز هذه العوازل بعزل الرطوبة عن خطوط الكهرباء لأنها أحد أسباب الانقطاع للمغذيات وتم تحويلها إلى عوازل مطاطية منذ شهرين وستكون انقطاعات فرسان منخفضة جدا إلى معدومة والآن اتجهنا إلى القنفذة ومن ضمن الحلول بدأنا العمل على حل مشكلة ملامسة الفازات الكهربائية في خطوط الكهرباء بعمل مسافات تباعد بين الخطوط ومع الهواء الشديد لا يحدث أي تلامس نهائيا. كما قمنا بحصر للمغذيات الأسوأ في القطاع الجنوبي وحددنا نقاط الضعف والحلول وتمت عملية مسح لها وصيانة بنسبة 100%. هل بقية المناطق تعاني من نفس ما تعانيه المنطقة الجنوبية من الانقطاعات؟ لا تستطيع مقارنة المنطقة الجنوبية بالمناطق الأخرى لصعوبة التضاريس ووعورتها وأحيانا تكون بعض الشبكات والمشتركين خلف أودية وأثناء السيول لا نستطيع الوصول للمشترك، كما أنه في بعض المناطق لا توجد خدمة لدى السكان إلا الكهرباء عبر طرق خطرة وقد لا أكون مخطئا أننا ندفع في بعض الأحيان ضريبة توصيل الكهرباء إلى مشتركين لا توجد لهم طرق نهائيا. محافظة محايل ما زالت بعيدة عن الحلول الجذرية.. ما هي خطط الشركة لإنهاء المعاناة؟ تم اعتماد محطة 380 فولت في محايل لأنه ينقصها مثل هذا المشروع وكذلك تم إنشاء محطة خميس البحر 132 كيلو فولت وستكون حلا جذريا لمشاكل تهامة وسيتم إدخالها في الخدمة قبل نهاية العام الحالي، إضافة إلى أننا لم ننتظر تدشين تلك المحطات بل قامت الشركة بتوفير محطات توليد مستأجرة بقدرة 40 ميجاوات واشتغلت قبل موسم الصيف الحالي والأمور مستقرة وتأخرها عن الانتهاء بسبب بعض المقاولين الذين حصلت لهم مشاكل خلال أزمة تصحيح العمالة الوافدة. الشركة متهمة أحيانا أنها تطور خدماتها على حساب بعض المشاريع الخدمية الأخرى. تعليقك؟ الاتهام ليس صحيحا لأن الجهة الخدمية هي من طلبت إزاحة الخدمة وتصادف أحيانا أن الشركة لديها تخطيط مستقبلي في تطوير الخدمة ونقلها مثلا من هوائية إلى أرضية وبالتالي نستغل وجود المشروع وننهي خدماتنا بالتزامن مع المشروع بدلا من إشغال المواطنين مرة أخرى بالحفر والتعديل. يتذمر بعض الموظفين على بند المقاولين من تأخر تثبيتهم في الشركة أسوة بغيرهم ما هي الأسباب؟ المعايير تختلف من موظف لآخر إذا كان الموظف قارئ عدادات يدخل بعقد مباشر مع الشركة وبعد مرور سنتين يتم تقييمه وتثبيته إذا لم تكن عليه أي ملاحظات تمنع من ذلك. وأما الأعمال الأخرى فالشركة لديها توجه يخص جميع الفنيين الذي أمضوا أكثر من سنة بعمل اختبار عملي ونظري ويتم تثبيت من يجتاز منهم حسب الفرص المتاحة وحسب الميزانيات ومؤهلات المتقدمين، وعلى مستوى القطاع كاملا لم يتبق إلا 475 متقدما ينتظرون التثبيت. وماذا عن ضعف في كفاءة بعض المقاولين المتعاقدين مع الشركة؟ نظام المنافسات في العقود يمنح صاحب العطاء الأقل وهذا النظام أثر على المقاول الجيد ونحن نعمل على إعادة طرح العقود القادمة للاطمئنان على جودة الخدمة. توسعة طريق السودة ما زالت متأخرة بسبب بعض أعمدة الكهرباء التي بجوار الطريق هل سيكون هناك إنهاء لمعاناة أهالي السوده؟ ليس صحيحا كل ما يتردد فالمشكلة هي في نزع الملكيات بين إدارة الطرق وملاك تلك المواقع والشركة بريئة من التأخير، لأنه إذا طلب منا ترحيل تلك الأعمدة لا بد من توفير مكان بديل لنقلها فيه، وبالتالي يجب إنهاؤها من الجهة مالكة المشروع.