خرجت هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج عن صمتها لمواجهة معضلة تكرار انقطاع التيار الكهرباء عن عدد من المناطق والمحافظات، بالشروع في دراسة شاملة يعمل عليها بيت خبرة عالمي لتحديد أسباب الانقطاعات المتكررة ووسائل علاجها.وكشفت مصادر مطلعة في هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج ل"الوطن"، أن الهيئة أدخلت الشركة السعودية للكهرباء، في إجراء هذه الدراسة الشاملة، واستندت الهيئة في توجهها لإجراء الدراسة على مدد الانقطاعات التي عمت مدن ومحافظات المملكة، وقارنتها بذات المدد في الأعوام القريبة الماضية. وأكدت المصادر أن الدراسة ستتضمن تحديد تكاليف حلول تزايد وتكرار انقطاع الكهرباء عن مدن عدة، بالمقارنة مع مستويات ومعدلات الانقطاعات تلك خلال العام الماضي، والتي يظهر طبقا لتقرير حصلت "الوطن" على نسخة منه، أن معدلات الانقطاعات تلك في تزايد بحساب دقائق تكرار توقف التيار الكهربائي عن تلك المدن. وشهدت منطقة جازان أكبر نسبة انقطاعات للكهرباء على مستوى المملكة خلال العام الماضي، حيث بلغ متوسط عدد دقائق الانقطاع التي يتعرض لها المشترك ألف دقيقة في السنة، بفارق كبير عن أقرب منطقة لها في الترتيب، حيث احتلت منطقة عسير المرتبة الثانية بمعدل 450 دقيقة انقطاع، في حين شهدت مدينة الرياض أقل عدد دقائق انقطاع للكهرباء، حيث بلغ متوسطها 70 دقيقة في العام للمشترك. وبحسب تقرير عن مؤشرات أداء نشاط توزيع الكهرباء في المملكة، حصلت عليه "الوطن" من مصادرها في هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، فقد بلغ متوسط دقائق الانقطاع في الخرج التي حلت ثالثا بنحو 444 دقيقة انقطاع، تلتها مدينة الدوادمي التي شهدت 404 دقائق انقطاع في العام 2011. وحل خامساً عقب مدينة الدوادمي إدارة كهرباء الرابعة التابعة للقطاع الشرقي (القريات، دومة الجندل، رفحا، سكاكا، عرعر) بمعدل 336 دقيقة انقطاع كهرباء، يليها المناطق المحيطة بالرياض والتي بلغ عدد دقائق الانقطاع بها 311 دقيقة، ثم الطائف ب275 دقيقة انقطاع، ونجران ب257 دقيقة انقطاع، يتبعها منطقة حائل ب220 دقيقة انقطاع، وتبوك ب194 دقيقة انقطاع، ثم جدة ب193 دقيقة انقطاع. أما فيما يتعلق بمعدل عدد الانقطاعات التي يتعرض لها كل مشترك خلال العام في كل إدارة كهرباء، فقد أوضح المؤشر أن منطقة جازان أيضاً احتلت المركز الأول ب20.9 حالة انقطاع للكهرباء، تلتها منطقة عسير ب14.5 حالة انقطاع، ثم نجران ب8.4 حالات انقطاع ثم الباحة ب8.3 حالات انقطاع، ثم الدوادمي ب6.9 حالات انقطاع، وحائل ب6.5 حالات انقطاع. وتبع هذه المناطق في الترتيب عدة مدن وصولاً إلى مدينة الرياض التي تذيلت الترتيب بواقع 0.9 حالة انقطاع في العام الماضي. وبمقارنة مؤشرات الأداء في العام الماضي 2011 بنظيراتها في عام 2010، يلاحظ أن بعض المناطق شهدت تحسناً في الأداء والبعض الآخر عانت من زيادة مدد الانقطاعات، أما فيما يتعلق بعدد الانقطاعات فقد شهدت معظم المناطق تحسناً تمثل في انخفاض متوسط عدد الانقطاعات لكل مشترك في العام وصل في مدينة نجران مثلاً إلى 49%، بينما تدنى الأداء في القلة الباقية بمستويات متفاوتة وصلت في الدوادمي إلى 203% مقارنة بالعام الفائت. وتساءلت المصادر عما وصفته ب"التباين الكبير" بين الانقطاعات ومددها بين المناطق، وربطتها ب"عدم تحرك الشركة السعودية للكهرباء" لوضع حلول ناجحة لرفع المعاناة عن المواطنين في المناطق ذات معايير الأداء المتدنية، لتوقف شكاوى المواطنين عن توقف التيار الكهربائي عن منازلهم في جميع فصول السنة بشكلٍ متكرر. 1.85 مليار لإنشاء محطات تحويل وخطوط ربط الرياض: معيض الرفدي أكد الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء المهندس علي بن صالح البراك، أن الشركة مستمرة في تنفيذ خطتها لتقوية الشبكة ولربط كافة مناطق المملكة بالشبكة الكهربائية العامة لتلافي انقطاعات الخدمة مستقبلا، مشيراً إلى أن نسبة الربط الحالية تجاوزت 96% من الأحمال بعد أن كانت لا تتجاوز 45% عند تأسيس الشركة عام 2000. جاء ذلك في تصريح للبراك، عقب توقيعه خمسة عقود لإنشاء محطات تحويل وشبكات نقل بعدد من مناطق المملكة أمس بقيمة إجمالية بلغت 1.85 مليار ريال وسيتم الانتهاء منها في زمن أقصاه 29 شهراً من تاريخ توقيع العقود. وبين الرئيس التنفيذي أن العقد الأول الذي تم توقيعه لإنشاء محطة تحويل أملج الشمالية بلغت قيمته 409.5 ملايين ريال، ويهدف إلى ربط مدينة أملج بالشبكة الكهربائية على الجهد 380 كيلو فولت لمواكبة النمو في الطلب، وستكون مدة تنفيذ المشروع 29 شهراً، أما العقد الثاني فهو لإنشاء محطة تحويل مكةالمكرمة المركزية جهد 380 كيلو فولت، ويستغرق تنفيذه 27 شهراً وتبلغ تكلفته 410.7 ملايين ريال، ويهدف إلى تلبية احتياجات خادم الحرمين للحرم المكي والتوسعات العمرانية وتعزيز الشبكة للمشتركين الحاليين بما يرفع من مستوى الخدمة المقدمة لهم وضمان استقرارها. وأضاف، أن العقد الثالث يختص بإنشاء محطة تحويل الليث بمنطقة مكةالمكرمة وقيمته 353 مليون ريال، ويستغرق تنفيذ المحطة 29 شهراً وسيعمل المشروع على تقوية ربط الشبكة الكهربائية للمنطقة الغربية مع الجنوبية، فيما يختص المشروع الرابع الذي وقعته الشركة بربط محطة توليد القرية المستقلة في مرحلتها الثانية بالشبكة الكهربائية من خلال إنشاء خطوط نقل مزدوجة الدائرة جهد 380 كيلو فولت مع شبكة الأحساء وتبلغ قيمة هذا العقد 362 مليون ريال وسيتم تنفيذه خلال 25 شهراً. وذكر البراك أن العقد الخامس للمشروع الذي سيعمل على ربط محطتي ينبع وأملج على الجهد 380 كيلو فولت بقيمة 316 مليون ريال، ومدة تنفيذه 29 شهراً وسيعمل هذا المشروع تأمين طاقة منتظمة لمحافظة أملج وقراها وتزويد المشتركين الحاليين والجدد من احتياجاتهم من الطاقة الكهربائية.