كشفت دراسة ميدانية قامت بها هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج أخيرا في محايل عسير عن وجود مشكلات رئيسة متعلقة بالأمور الإدارية والتشغيلية والتخطيط، بالإضافة إلى وجود ضعف في تصميم شبكات الكهرباء الهوائية وإنشائها. وترجع أسباب القيام بهذه الدراسة إلى تزايد معدل تكرار انقطاعات الخدمة الكهربائية ومدتها في عدد من المواقع في مناطق المملكة، بالإضافة إلى ما بينته نتائج تطبيق معايير الأداء من تدني مستوى الخدمة في بعض المناطق؛ حيث قررت الهيئة إثر هذه المشكلات عمل دراسة ميدانية لمعرفة الأسباب وتحديد الحلول الناجعة.ورأت الهيئة مناسبة تطبيق ذلك مبدئيا على موقع واحد ومن ثم قامت الهيئة بتشكيل فريق عمل مع أحد الاستشاريين العالميين لزيارة محافظة محايل عسير في منطقة الأعمال الجنوبية للشركة السعودية للكهرباء ودراسة وضع شبكة الكهرباء فيها، واعتباره نموذجا يمكن تعميمه على باقي المحافظات الأخرى، وقد خرج فريق العمل بتقرير شامل تضمن وصفا للمشكلات الرئيسة المتعلقة بالأمور الإدارية والتشغيلية والتخطيط، ونواحي الضعف في تصميم شبكات الكهرباء الهوائية وإنشائها. وخلصت الدراسة التي حصلت «الشرق» على نسخة منها إلى توصيتين رئيستين الأولى: وضع خطة لتحسين إجراءات الإدارة والتشغيل، وهي خطة تنفذ بشكل فوري على المدى القصير لمعالجة إجراءات التشغيل والإدارة التي لا تتطلب استثمارات مالية كبيرة، وتركز على تقويم الموارد البشرية والمالية وعمل مسح لشبكات الكهرباء وفحصها، وصيانتها. والثانية: وضع خطة شاملة لتحسين أداء شبكة الكهرباء وهي خطة طويلة المدى لمعالجة أوضاع شبكة الكهرباء وضعفها من خلال تحسين شبكات كهرباء التوزيع وتعزيزها واستبدال الخطوط الهوائية بأنواع أخرى، وتركيب معيدات التيار والمجزئات التي تساهم في رفع موثوقية الشبكة وسرعة إعادة الكهرباء. وأوضحت الهيئة أنها كلفت الشركة السعودية للكهرباء بتنفيذ التوصيتين وإعداد تقرير دوري حول تطبيقها وقياس مدى التقدم في تنفيذها والتحسن في أداء الشبكة، كما طلبت من الشركة إعداد دراسة شاملة لبقية المناطق التي بينت نتائج معايير الأداء عدم تحقيقها لمستويات الخدمة المطلوبة وتقديم مقترحات للحلول الممكنة وبرامج تنفيذها. من جهة أخرى، أوضحت الدراسة الإحصائية التي قامت بها الهيئة لمعرفة أسباب انقطاعات الكهرباء أن الأسباب الرئيسة لانقطاع الخدمة الكهربائية في مناطق المملكة كالتالي: «أعطال الكابلات بنسبة 38% من مجموع الانقطاعات، العوامل الجوية بنسبة 23%، أعطال شبكة النقل بنسبة 11%، تعطل وحدات التوليد المعزولة بنسبة 2%، تعطل وحدات التوليد الرئيسة بنسبة 2%، بالإضافة إلى وجود أسباب أخرى تصل نسبتها إلى 24%».