انقسم اليمنيون أمس، بخاصة في العاصمة صنعاء، في تظاهرات مؤيدة للسلطة، وأخرى مؤيدة لجماعة الحوثي، وسط مخاوف من انفلات الأوضاع في البلاد ودخولها مرحلة جديدة من التوتر، بخاصة مع إعلان جماعة الحوثي إقامة خمسة مخيمات احتجاجية جديدة، واستعداد قتالي للجيش لمواجهة أية تحركات من قبل الجماعة، حيث يحاصر أنصارها العاصمة بالآلاف من المسلحين على مداخلها. وكان مئات الآلاف قد احتشدوا لأداء صلاة الجمعة في شارع الستين بالعاصمة صنعاء في جمعة "من أجل اليمن"، دعت لها هيئة الاصطفاف الوطني، في وقت احتشد عشرات الآلاف من أنصار الحوثي في شارع المطار، بالقرب من مبنى التلفزيون الحكومي، من دون وقوع أية صدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين. وفيما ردد المحتشدون في شارع الستين شعارات تندد بالعنف وبخطوات الحوثي بمحاصرة العاصمة صنعاء، رددت حشود الحوثيين شعارات تطالب بإسقاط الحكومة. وشددت خطبة الجمعة في شارع الستين التي تمت تسميتها "معاً من أجل اليمن"، على ضرورة فرض هيبة الدولة والحفاظ على الجمهورية وتطبيق القانون على الجميع، وطالب خطيب الجمعة الحوثيين برفع المخيمات المسلحة على مداخل صنعاء، مخاطباً إياهم بالقول: "صنعاء ليست تل أبيب". من جهته، شن خطيب شارع المطار هجوماً قوياً على الحكومة التي وصفها بالفاسدة وطالب بإسقاطها، واعتبر أن أصحاب فتوى الحروب ضد الشعب هم من ابتدأ بالتكفير إلى التفجير، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين. على صعيد آخر، أصيب خمسة جنود من أفراد قوات الأمن الخاصة، في وقت متأخر من مساء الخميس، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحون من عناصر تنظيم القاعدة في نقطة عسكرية بالقرب من ميناء مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، شرق البلاد. وأوضح مدير عام شرطة ساحل حضرموت العميد سالم السفره ل"الوطن"، أن عبوة ناسفة زرعها مسلحون انفجرت عند نقطة عسكرية تابعة لقوات الأمن الخاصة بالقرب من ميناء المكلا، ما أسفر عن إصابة خمسة جنود بإصابات متوسطة وطفيفة، تم نقلهم على إثرها إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج. إلى ذلك، دعا مجلس الأمن الدولي أمس، الحوثيين في اليمن إلى وقف الأعمال العدائية ضد الحكومة وحذر الدول الأجنبية من التدخل في هذا البلد من خلال إذكاء حالة عدم الاستقرار. وقال المجلس في بيان "يعبر المجلس عن قلقه البالغ تجاه تدهور الوضع الأمني في اليمن في ضوء التحرك الذي قام به الحوثيون بقيادة عبدالملك الحوثي وأولئك الذين يؤيدونه لتقويض التحول السياسي والأمن في اليمن". وطالب بيان مجلس الأمن "الحوثيين بسحب قواتهم من (محافظة) عمران وإعادتها لسيطرة الحكومة اليمنية ووقف كل الأعمال المسلحة ضد حكومة اليمن في الجوف وإزالة المخيمات ونقاط التفتيش التي أقاموها في صنعاء وحولها". وتابع المجلس في البيان الذي وضعت بريطانيا مسودته أنه "يدعو كل الدول الأعضاء إلى الكف عن التدخل الخارجي الذي يستهدف إذكاء الصراع وعدم الاستقرار والعمل بدلا من ذلك على دعم عملية الانتقال السياسي". وكان الرئيس اليمني قد دعا في مارس الماضي إيران إلى وقف دعمها لانفصاليين في الجنوب والجماعات الدينية في شمال البلاد، في وقت تحاول فيه الحكومة استعادة الاستقرار بعد أكثر من عامين من الاضطرابات السياسية.