نور الحق لا بد أن يشع شعاعه، طال الوقت أم قصر، لا بد أن يتوهج في جميع الأرجاء. أن يصل لأعماق القلوب الطاهره الصادقة شاء من شاء، وأبى من أبى. ولكن للأسف، هناك أشخاص، عذرا إن أطلقت عليهم لقب "أحفاد أبوجهل"؛ لأن قلوبهم أبت أن تستقبل هذا النور إلا بالاستكبار والحسد من نعمة الله على غيرهم، فأبت أن تجعل هذا النور يتسلل إلى أعماق قلوبها لينير بصيرتها، فتسلك سبيل الخير. هناك الكثير من الناس الآن يتساءلون لماذا؟ لماذا يشترون دنياهم ولا يشترون آخرتهم؟، هل رضوا باستحواذ الشيطان لقلبوهم؟ هناك من تنصحهم في دينهم، في عقيدتهم من كتاب الله جل جلاله، ومن سنة نبيه خير المرسلين، إلا أنه يستكبر ويعاند. صحيح، قد يكون أسلوب الناصح سببا من الأسباب، ولكن لنأخذ في الحسبان أن هناك دعاة يدعون باللين، ومع هذا تجد منهم استكبارا وتمردا عجيبا على أن عقيدتهم هي الصحيحة، فيا سبحان الله. وصدق الله أعز من قائل عندما قال على لسان نبيه موسى عليه السلام: "يا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار". ففي الحقيقة، أصحاب الأهواء لا يريدون إلا أهواءهم فلو كانت مخالفة للقرآن لتركوا الأخذ بالقرآن؛ لأنه لم يوافق رغباتهم، والأدهى والأمر أنك تجدهم يضللون الناس بفتنهم وكلامهم المعسول، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: "إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان". أكتب كلامي هذا لأوجه رسالة عميقة المعنى لتلامس القلب. كن داعية ربانيا إلى الله، ولا تتوقف عن الدعوة بسبب كلام أصحاب الأهواء، مهما تعرضت لأذى فقد سبقك خير المرسلين، واحرص على أن تجمع كلمة المسلمين، وتحقن دماءهم، وتوجههم إلى الطريق الصحيح، كن رحيما بهم، شفوقا عليهم، محبا للخير لهم. وأنت أيها المصر، إن كنت تقرأ كلامي، احذر أن تجعل للشيطان فرصة عليك، فوالله إن الإصرار من الجهل فلا تكون من أحفاد أبي جهل. وأخيرا وليس آخرا، أرجو أن تكون رسالتي قد وصلت، وألا يكون كلاما مستهلكا تقرأه اليوم ولا تطبقه غدا.