فشلت إدارة الشؤون الصحية بالطائف في إيجاد مقر تنقل إليه 86 مريضاً منومين في مستشفى الأمراض الصدرية، وهو المستشفى الذي اتخذ "قرار مفاجئ" بإغلاقه في نهاية شهر رمضان المنصرم. يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني فيه مستشفيات الطائف من أزمة في أسرة التنويم مما دعاها إلى الاستعانة بأسرة المستشفيات الأهلية بعد استئجارها. وكشفت مصادر مطلعة ل"الوطن" أن المرضى المنومين في مستشفى الأمراض الصدرية معظمهم من المصابين بالدرن ولن يتم نقلهم إلى مستشفيات الطائف. وأكدت المصادر أن من الحلول التي تبحث عنها صحة الطائف إقناع أسر المرضى باستلامهم ومتابعة حالتهم من قبل الطب المنزلي أو البحث عن مبنى مناسب لهم كمقر تنويم إلى حين تحسن حالتهم ومن ثم خروجهم. وكانت الشؤون الصحية بالطائف قد أوقفت التحويل إلى مستشفى الأمراض الصدرية بالطائف منذ شهرين، ومنعت استقبال حالات الدرن من خارج مدينة الطائف، وأوقفت مواعيد العيادات الخارجية واستقبال المرضى في الطوارئ. وأشارت المصادر إلى أن أغلب مرضى الدرن يحالون إلى مستشفى الصحة الصدرية بالطائف من جدة ومكة والمدينة والقنفذة وعدد من المناطق ذات الجو الحار، كون الأجواء في الطائف تساعد على القضاء على ميكروب الدرن، وهذا هو السبب الذي جعل وزارة الصحة تفتح المستشفى في مدينة الطائف قبل نحو 60 عاما بسعة وصلت إلى 600 سرير، لتتقلص إلى نحو 175 سريرا حاليا. وأوضحت إحصائيات، حصلت عليها "الوطن"، أن عدد مراجعي طوارئ مستشفى الصدرية تجاوز عام 1434 نحو 75 ألف مراجع. كما أن عدد الملفات النشطة يصل إلى 15 ألف ملف. وتعد الطائف الأعلى في مرضى الربو إذ تبلغ نسبة المرضى 35 % على مستوى المملكة. وعلى جانب الكادر الطبي والموظفين الذين يصل عددهم إلى 500 موظف، أكدت المصادر أنه ستتم الاستفادة منهم في مستشفيات المحافظة، وإعادة عدد منهم إلى عدد من المستشفيات والمراكز الطرفية بحكم أن ملاكهم على تلك المراكز، وهذا ما سبب تذمر عدد كبير منهم كونهم استقروا داخل مدينة الطائف منذ فترة طويلة، ووجود التزمات مالية عليهم تجاه البنوك لحصولهم على قروض عالية، مما سيشكل عبئا على كاهلهم عند نقلهم لمراكز أو مستشفيات لا يوجد فيها بدل عدوى يبلغ ألف ريال. من جهته، قال المتحدث الإعلامي لصحة الطائف إبراهيم الغامدي إنه لم يتم حتى الآن البدء في نقل المرضى المنومين، وإنما بدأت الإدارة بتحويل المرضى الجدد إلى عيادات الصدر بالمستشفيات الأخرى، مبيناً أنه تم افتتاح عيادتين للصدرية بمستشفى الملك عبدالعزيز ومستشفى الملك فيصل، إضافة إلى المراكز الصحية الكافية لاستيعاب المرضى الذين كانوا يراجعون مستشفى الصدرية. وبين الغامدي أن إجمالي المنومين في المستشفى حاليا يبلغ 86 حالة منهم 58 حالة درن و25 حالة في مركز النقاهة. وسيتم التواصل مع ذويهم لمعرفة من يرغب في استقبال مريضه مع ضم المريض لبرنامج الرعاية المنزلية، والبقية سيتم تجهيز غرف لهم في المستشفيات الأخرى. أما مرضى الدرن فلن يتم نقلهم، وسيتم البحث عن مبان بديلة وتجهيزها ليتم نقلهم إليها.