في الوقت الذي لا تمتلك فيه فرنسا قواعد عسكرية في العراق، كان التدخل الأميركي الذي أعلنته واشنطن مؤخراً لمواجهة "داعش"، عذراً لباريس التي وصف تدخلها خبير سياسي بأنه تدخل "ديني" بحت، وفقاً لتدخلاتها السابقة والتي كانت لأغراض دينية كما في مالي. ويرى الخبير الاستراتيجي السياسي الدكتور علي التواتي ل"الوطن"، أن أولى قذائف القوات الجوية الأميركية، كانت لباريس كدعوة لتواجدها في العراق، مشيراً إلى أن فرنسا لا تمتلك قواعد عسكرية على الأراضي العراقية الأمر الذي جعلها المستفيد الأول من التحرك الأميركي. وقال التواتي: "التدخل الفرنسي يعيد قادته إلى القرن الثامن عشر، وهو شبيه بتدخلها في أفريقيا الوسطى وغرب القارة السمراء، وذلك عندما تدخلت في مالي لتمنع مسلمي منطقة في شمال مالي عندما استعانوا بالقاعدة، وفي وسط أفريقيا كان هناك صراع مسلم مسيحي وتمت مذابح المسلين تحت نظرها، وهي الآن تعرض على مسيحيي العراق الهجرة بلا قيود إلى فرنسا، وباريس تهتم بالأقليات وهذا منفذ للتدخل في شؤون العراق، كما أنها تدخلت في لبنان وغيرها". وأوضح الدكتور علي التواتي، أن فرنسا ستجد أرضا خصبة لتوقيع عقود بيع أسلحتها الدبابة التي تسوق لها منذ وقت، مضيفاً "الجيش العراقي بالميليشيات الجديدة التي أسسها نوري المالكي، بحاجة لتسليح وهذا جانب اقتصادي ممتاز لفرنسا، وهنا ستجد باريس منفذا لتوقيع عقود تسليح للجيش العراقي". وكانت بغداد قد استقلبت أمس، وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس"، في أعقاب تأكيدات أعلنها الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند"، في محادثة تلفونية مع نظيره الأميركي، باراك أوباما، والتي قال فيها "إن فرنسا والولايات المتحدة متفقتان تماما حول أسلوب محاربة تنظيم داعش".