أغلقت السلطات التونسية أمس معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا. ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن مصدر أمني القول: إن "قرار الإغلاق جاء بسبب حالة الفوضى التي يشهدها المعبر نتيجة تدافع الفارين من ليبيا باتجاه تونس". وكانت السلطات التونسية قد لوحت خلال اجتماع خلية الأزمة المعنية بمتابعة الوضع الأمني في تونس الذي انعقد أول من أمس برئاسة رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة، بغلق الحدود عند الاقتضاء انطلاقاً من مبدأ أولوية الأمن الوطني التونسي. من ناحية ثانية، أطلقت قوات حرس الحدود التونسية أمس، أعيرة نارية في الهواء وغازات مسيلة للدموع لمنع مئات من المصريين حاولوا دخول الأراضي التونسية هربا من الفوضى في ليبيا. وقالت تقارير إن "حرس الحدود التونسي أطلق الرصاص في الهواء والغاز المسيل للدموع لمنع مصريين محتجين حاولوا الدخول بالقوة للأراضي التونسية عبر بوابة رأس الجدير الحدودية مع ليبيا". وأضافت أن مئات العالقين في معبر رأس الجدير الحدودي هربا من المعارك في ليبيا تظاهروا احتجاجا على طول مدة الانتظار قبل أن يحاولوا عبور البوابات الحدودية بالقوة، مما دفع قوات حرس الحدود لإطلاق النار في الهواء والغاز المسيل للدموع، مؤكدة سقوط جرحى في صفوف المحتجين، فيما أشارت تقارير إلى أن شخصين قتلا بالرصاص عندما فتح حرس الحدود الليبي النار لتفريق مئات المصريين الذين كانوا يحاولون العبور إلى تونس هربا من الفوضى المتزايدة في ليبيا. يذكر أن السلطات التونسية كانت قد سمحت أول من أمس بعبور نحو 350 مصريا غادروا عبر مطار جربة-جرجيس بجنوب البلاد لكن حرس الحدود التونسي أغلق البوابات أمس. من جهة أخرى، أصيب رئيس منطقة الأمن بمدينة بن قردان (أقصى جنوب شرق تونس) أمس برصاصة طائشة في ساقه أطلقت من الجانب الليبي خلال محاولة اقتحام عدد كبير من الفارين من ليبيا المعبر الحدودي باتجاه التراب التونسي. وأفاد بيان لوزارة الداخلية التونسية أن العناصر الأمنية التونسية بالمعبر تصدت لمحاولة اقتحام بالقوة بغرض العبور إلى الجانب التونسي قام بها أكثر من 6 آلاف شخص من أفراد الجاليات الأجنبية. وأوضح البيان أن الأوضاع من الجانب التونسي تحت السيطرة وتم منع أي شخص من الدخول دون الخضوع للإجراءات القانونية.