رأس جدير (تونس) - رويترز - أطلق حرس الحدود التونسيون النار في الهواء أمس، في محاولة للسيطرة على حشد من الأشخاص يحاولون اجتياز معبر حدودي فراراً من العنف في ليبيا. ويَسمح حرس الحدود للقادمين، وغالبيتهم أجانب يعملون في ليبيا، بالمرور من معبر رأس جدير، لكنهم لا يتمكنون من إنهاء إجراءات الجوازات الخاصة بهم بالسرعة الكافية لمواكبة الأعداد المتزايدة. ويقف الحشد عند جدار أسمنتي يفصل بين المواقع الحدودية الليبية والتونسية. ويفتح حرس الحدود التونسيون على فترات بوابةً حديدية زرقاء للسماح لمجموعة صغيرة بالدخول. لكن بعض الأشخاص يُلْقُون بحقائبهم من على الجدار ويحاولون تسلُّقه، ما يدفع بحرس الحدود إلى ضربهم بالعصي أولاً، ثم اطلاق النار بصورة متكررة في الهواء. وشاهد مراسل ل «رويترز» ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص تنتشلهم فرق طبية من الهلال الأحمر من الحشد بعدما أصيبوا بالإغماء جرّاءَ التدافع، وألقى متطوعون زجاجات المياه عبر الجدار الى الحشد. وقال هوفيج أتيميزيان، من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة: «هناك توتر متنام، لكنها (سلطات الحدود التونسية) لم تفقد السيطرة بعد». وتوجد أيضاً مشاهد للفوضى على الجانب التونسي من الحدود، فآلاف اللاجئين المصريين الذين عبروا من ليبيا تساءلوا غاضبين لماذا لم ترتب حكومتُهم أمرَ إعادتهم. ولا يملك الكثيرُ من اللاجئين الذين تقطَّعت بهم السبل عند الحدود، المالَ لدفع رسوم عودتهم الى بلادهم، ويبيت بعضهم في العراء منذ أيام في اجواء باردة ورطبة. وهناك تقارير عن ارسال السلطات المصرية سفينتين الى ميناء قريب لنقلهم الى مصر. ووسَّعت مفوضيةُ اللاجئين مخيمها قرب الحدود الليلةَ قبل الماضية، حيث نصبت خياماً تَسَعُ عشرة آلاف شخص. وتجهِّز المفوضيةُ لنصْب مزيد من الخيام لزيادة سعة المخيم الى 20 ألفاً. وقال عقيد بالجيش التونسي، إن قواته تتمكن من السيطرة على تدفق اللاجئين عبر الحدود، لكن على الحكومات الأجنبية فعل المزيد لنقل مواطنيها الى بلادهم. وقال العقيد محمد السوسي إن هناك حاجة للإسراع في إجلاء الفارّين، مضيفاً أن نقطة الضعف الكبيرة هي النقل، الجوي والبحري منه خاصة.