علنت وزارة الداخلية التونسية اليوم الأربعاء أن عددا من مقراتها أمنية تعرضت إلى اعتداءات خلال احتجاجات وقعت في مدينة بن قردان جنوبتونس بسبب استمرار غلق معبر "رأس جدير" الحدودي مع ليبيا. وذكرت الوزارة أن مقر منطقة الأمن ببن قردان تعرض للاعتداء في مناسبتين باستعمال الزجاجات الحارقة والحجارة خلال احتجاجات وقعت أمس واليوم بالجهة تنديدا بتواصل غلق المعبر. وتسود المدينة التي تقع على مقربة من الحدود التونسية الليبية منذ أمس حالة احتقان بسبب تعطل أعمال التجارة الموازية مع ليبيا مقابل الافتقاد إلى مشاريع تنموية في الجهة. وأشعل محتجون غاضبون من العاطلين عن العمل ومحترفي التجارة الموازية العجلات المطاطية وسط المدينة وحاولوا اقتحام مقرات حكومية وردت قوات الأمن في مرحلة أولى باستعمال الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. واستمرت المناوشات بين الجانبين حتى اليوم.وقالت الوزارة ، في بيان لها اليوم ، إنه تم إضرام النار في سيارتين بمستودع الديوانة ما أجبر قوات الأمن على استعمال الغاز المسيل للدموع وطلقات نارية تحذيرية في الهواء وقامت بالاحتفاظ بأربعة أشخاص. وبادرت السلطات الليبية بإغلاق المعبر من جانبها في 25 شباط/ فبراير وقالت إن القرار يأتي ل"أسباب أمنية" دون تقديم مزيد من الايضاحات. وليست تلك هى المرة الاولى التي يتم فيها إغلاق المعبر سواء من الجانب الليبي أو الجانب التونسي بسبب انتشار التهريب إلى جانب التهديدات الأمنية من قبل المليشيات الليبية. وكان وفد من الحكومة التونسية برئاسة مهدي جمعة زار المعبر الأحد الماضي حيث ترأس اجتماعا أمنيا مغلقا. وقال الوزير المكلف بالأمن بوزارة الداخلية رضا صفر إن الجانب التونسي للمعبر يواصل تأمين دخول وخروج القادمين من تونسيين وليبيين في الاتجاهين وإن الإشكال مازال قائما على الجانب الليبي. وأضاف أن تونس تعمل ما في وسعها لحل هذا الإشكال في إطار التنسيق والتعاون المشترك مع ليبيا. وزادت حالة الاحتقان في المنطقة مع إعلان رئيس الحكومة التونسية عن اجراءات حكومية تهدف لتقنين التجارة مع الجانب الليبي بهدف الحد من التجارة الموازية المضرة بالاقتصاد التونسي.