دعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق عمار الحكيم الأطراف السياسية إلى رفض التشبث في السلطة، معربا عن تفاؤله بتشكيل حكومة تحافظ على وحدة وأمن البلاد، في إشارة ضمنية إلى رئيس الحكومة المنتهية ولايتها نوري المالكي. وقال في خطبة صلاة العيد أمس التي أقيمت في مكتبه بحي الكرادة بجانب الرصافة من العاصمة بغداد: "يتعين على الأطراف السياسية عدم التمسك والتشبث بالسلطة لأننا أمام تحدٍ مصيري لا يمكننا تجاوزه بحلول ترقيعية وخطوات صغيرة وبطيئة وإنما ينبغي التحلي بالشجاعة وعدم الوقوف أمام بعض المسميات التي مهما كبرت تبقى صغيرة أمام عظمة هذا الشعب وهذه الأمة"، مضيفا: "إننا متفائلون بإمكانية تشكيل حكومة تحظى بالمقبولية الوطنية الواسعة وتمثل منطلقاً جديداً للعملية السياسية وضمن المدد الدستورية المقررة"، وأشار إلى أن البلاد على مفترق طرق ووحدة العراق "هي مشروعنا وقرارنا المصيري والاستراتيجي ولن نحيد عنه ولن نتساهل فيه ولن نساوم عليه". والمجلس الأعلى ممثلا بكتلة المواطن مع ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي من أبرز القوى الشيعية المنضوية ضمن التحالف الوطني. من جانبه، هنأ رئيس الجمهورية السابق زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني الشعب العراقي والأمة الإسلامية وشعب كردستان بمناسبة عيد الفطر، وأعرب عن أمله بأن "يجتاز الشعب العراقي هذه المرحلة الحرجة بعزيمة وإيمان ويحافظ على وحدته"، وفيما أشار إلى أن شعب كردستان" قدم تضحيات جسيمة من أجل الديموقراطية والحرية والفيدرالية"، ناشد القادة السياسيين إلى "تقديم مصلحة العراق وشعبه على مصالحهم الذاتية والحزبية والفئوية لإتمام تشكيل الحكومة"، داعيا إلى تجاوز: "الخلافات في سبيل رص الصفوف وتوحيد الكلمة للوقوف في وجه الهجمة الإرهابية التي تتعرض لها البلاد، للحفاظ على مكتسبات ومنجزات التجربة الديموقراطية في العراق الجديد". من جهة ثانية، أظهرت وثائق قضائية في ساعة مبكرة أمس أن قاضيا أميركيا وقع أمرا بمصادرة شحنة نفط من كردستان العراق على متن ناقلة قبالة ساحل تكساس، وذلك بناء على طلب من الحكومة المركزية في العراق. وقد تحتاج السلطات لتنفيذ الأمر إلى الاعتماد على شركات تقدم خدمات تفريغ الخام في منطقة خليج جالفستون. كان خفر السواحل الأميركي وافق أول من أمس على قيام الناقلة التي لا تستطيع دخول ميناء جالفستون قرب هيوستون بسبب حجمها الكبير بنقل حمولتها إلى سفن أصغر لشحنها إلى البر الأميركي. والناقلة محملة بنحو مليون برميل من الخام قيمتها حوالي 100 مليون دولار ووصلت ساحل تكساس السبت الماضي. وقال العراق في الدعوى التي أقامها يوم الاثنين إن الشحنة بيعت بغير إذنه وطالب بتمكينه منها. إلى ذلك، تسلمت الولاياتالمتحدة من العراق متعاقدا سابقا مطلوبا للقضاء الأميركي بتهمة محاولة رشوة مسؤولين أميركيين للحصول على عقود حكومية، في أول إجراء من نوعه منذ 1936، كما أفادت السلطات الأميركية أول من أمس. وأوضحت السلطات أن متلين اتيلان (54 عاما) الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والتركية هو أول مطلوب تتسلمه الولاياتالمتحدة من العراق بموجب اتفاقية تبادل موقعة بين البلدين في عام 1936. وكانت هيئة محلفين أميركية وجهت اتهاما رسميا إلى اتيلان في 2008 ووضعته تحت المراقبة القضائية إلا أنه تمكن من نزع سواره الإلكتروني والفرار من البلاد. وهو متهم بعمليات رشوة وسمسرات غير قانونية جرت بين العامين 2006 و2008 في محاولة للحصول على عقود في إطار العمليات الأميركية في العراق. وفي السنوات الأخيرة أطلقت السلطات الأميركية ملاحقات قضائية عديدة في قضايا فساد ورشوة تتعلق بعقود في كل من العراق وأفغانستان، وقد صدرت في قسم من هذه الملاحقات أحكام بالسجن بحق عسكريين ومدنيين. على صعيد آخر، أكد الكاردينال الفرنسي فيليب بربران، أمس أنه يجب تشجيع مسيحيي العراق المهددين من تنظيم "داعش" المتطرف على البقاء في بلدهم، حيث طوروا منذ قرون "فن العيش المشترك وهو من أكبر ثروات الإنسانية". وأعربت الحكومة الفرنسية أول من أمس أنها مستعدة لاستقبال مسيحيي العراق المستهدفين من المتطرفين في تجاوزات أثارت استنكارا شديدا. وردا على سؤال عن هذا الاقتراح صرح الكاردينال بربران رئيس أساقفة ليون (وسط شرق) "أنه أمر جيد وكرم من طرف فرنسا لكنه صعب لأن ذلك سيفاقم الهجرة ويزيد في خطورة الوضع". وقال بربران "بالتأكيد الرحيل أفضل من أن يقتل المرء لكن الهدف ليس أن يرحل الجميع، بل أن يتمكنوا من البقاء ومواصلة العيش المشترك"، مشيرا إلى أن مسيحيي العراق "شيدوا، كما في العديد من بلدان تلك المنطقة فن العيش سويا الذي هو أيضا ثروة كبيرة للإنسانية". ورد الكاردينال بربران على الأسئلة من العراق حيث يقوم بزيارة تدوم ثلاثة أيام مع وفد من رجال الكنيسية الكاثوليكية الفرنسية تهدف إلى تقديم الدعم للمسيحيين الذين يتعرضون إلى تهديدات وتجاوزات من قبل "داعش". ويرافق كاردينال ليون المونسنيور ميشال دوبوست رئيس أساقفة إيفري ضاحية باريس وعضو في المجلس الباباوي للعلاقات بين الأديان والمونسنيور باسكال جولنيش المدير العام لجمعية عمل الشرق الفرنسية لمساعدة مسيحيي المشرق. والتقى الكاردينال بربريان في أربيل في كردستان العراق مسيحيين لجأوا إلى المنطقة بعد نزوحهم من الموصل و"في وضع صعب جدا". وفرت أعداد كبيرة من مسيحيي الموصل ثاني كبرى مدن العراق التي سقطت في العاشر من يونيو الجاري بين أيدي "داعش"، بعد منحهم آخر مهلة لمغادرة المدينة. وكان عدد مسيحيي العراق يبلغ مليونا ونصف المليون قبل حرب الخليج الأولى وأصبح الآن لا يتجاوز 400 ألف واقتصر حضورهم على بضع عائلات في الموصل.