بينما يكثر الحديث في الآونة الأخيرة في قطاع الصناعة السعودية، عن التوجه للصناعات التحويلية، وتباين آراء المختصين والمهتمين فيها حول حقيقة ومستقبل هذه الصناعات في المملكة، أكد مختصون وصناعيون أن مجمع "صدارة" للبتروكيماويات سيكون هو النواة للبداية الحقيقية لتوطين الصناعات التحويلية، وهو ما يثبت قدرة السوق الصناعية المحلية على الخوض في هذا المجال وبجودة عالية بما يقلل من تصدير المواد الخام المتعلقة بها للسوق العالمي الذي يعيد إنتاجها وصناعتها وتوريدها مرة أخرى للسوق المحلية بأسعار عالية وجودة ضعيفة.ووفقاً لتقارير إخبارية حول المشروع الذي يجري بناؤه في مدينة "الجبيل 2"، يتوقع أن يحقق "صدارة" إيرادات تبلغ 10 مليارات دولار في غضون سنوات قليلة من تشغيله، وهو ما يؤكد أهمية وضخامة "صدارة" فضلا عن توفيره للفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة، وتوطين التقنيات وتأهيل الشباب السعودي في السوق الصناعي.من جانبه، أوضح الخبير الصناعي المهندس أسعد الغامدي، أهمية دور مجمع "صدارة" في خلق نواة للصناعات التحويلية، مبينا أنه بتصور عام لما تم الإعلان عنه من منتجات "صدارة" فإن هذه المنتجات "الأمينات، الإيثر جلايكول، الأيزو ستينيات، مركبات البولي ايثر بوليول، والبولي إيثلين"، تعتبر مهمة رغم أن بعضها ينتج في بعض الشركات مثل كيان السعودية، والتصنيع، وبترورابغ، ولكن وجود مزود التقنيات "داو كيميكال" كشريك لأرامكو السعودية يعطي "صدارة" قوة أكبر في دعم المنتجات وتطويرها مستقبلا. وعن المستقبل لهذا المجمع البتروكيماوي الضخم كشف الغامدي، أن شركة صدارة تستهدف الربح وتتمتع باستقلالية كاملة عن أرامكو وداوو كيميكال، حيث ستقوم ببيع منتجاتها بسعر السوق العالمي للزبائن والمستهلكين المحليين والعالميين، وذلك أسوة بمثيلاتها التي تنتج مثل هذه المنتجات مثل بترورابغ وكيان وغيرها، وقال: لا أرى أن ذلك سوف يسهم في توطين الصناعات التحويلية في المملكة بهذه الصيغة لعدم وجود هامش ربح بالأسعار العالمية وعدم القدرة على منافسة المنتجات القادمة من شرق آسيا بالرغم أن الهيئة الملكية بالجبيل جهزت موقعين مقابل مجمع صدارة وهي (بلاس كيم وكذلك كيميكال فاليو للبلاستيك والكيماويات) وعقدت ندوات في محاولة جذب أنظار المستثمرين للدخول في الصناعات التحويلية اعتمادا على منتجات صدارة، إلا أن جدوى الدخول في الصناعات التحويلية لا يتم إلا باجتهادات فردية من بعض المستثمرين".وعن مشاركة أرامكو في المشروع في تنمية الصناعات التحويلية، ذكر: لا شك أن أرامكو تملك المقومات لدعم هذه الصناعة ولكن يد واحدة لا تصفق ويجب أن تكون هناك استراتيجية على مستوى الحكومة لتوطين الصناعات التحويلية واقترح تبني الدولة تكوين شركة للصناعات التحويلية تساهم فيها بجزء لا يقل عن 50٪ ويترك المجال للمستثمرين السعوديين والأجانب للدخول مثلما تم مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية والنجاحات التي حققتها". يذكر أن مشروع صدارة في الجبيل الصناعية مشترك بين "أرامكو" و"داو كيميكال" كأكبر مشروع للبتروكيماويات في العالم يتم إنشاؤه في مرحلة واحدة، وتبلغ تكاليف إنشائه نحو 19.3 مليار دولار (72 مليار ريال) ويتوقع الانتهاء من إنشائه في منتصف 2015، على أن يصل إلى التشغيل الكامل في عام 2016. وسوف تقوم أرامكو بتسويق منتجات المشروع في الشرق الأوسط، بينما تقوم داو كيميكال بتسويق 80% من المنتجات بالأسواق العالمية.