رحلة البحث عمن يقف خلف المفرقعات النارية، لا تؤدي في نهايتها للوصول إلى إجابة كافية ووافية، في ظل الصمت المطبق الذي يعتري باعتها والمروجين لها، عندما تواجههم بسؤال "من أين اقتنيت بضاعتك؟". وعلى الرغم من التشديدات الأمنية التي تمنع تداول المفرقعات النارية، إلا أنها تباع في الخفاء من قبل العمالة الوافدة في منافذ البيع الصغيرة "البقالات"، وبعض المحلات الأخرى، فيما وصل الأمر بالبعض إلى عرضها علانية في البسطات المنتشرة في الأسواق الشعبية والمولات الكبرى، والترويج لها بأسماء وأحجام وأنواع كثيرة، إذ تلقى الألعاب النارية في هذه الأيام رواجا كبيرا من الأطفال رغم خطورتها الكبيرة، ورغم منع بيعها من الجهات الأمنية. ويترتب على هذه الألعاب خطورة كبيرة، إذ إنها تؤدي إلى حروق أثناء ملامستها لجسم الطفل، خاصة في منطقة العين الحساسة، وممكن أن تؤدي إلى العمى في بعض الحالات القوية، وكذلك قوة انفجارها يؤثر أحيانا على طبلة الأذن، فتسبب للطفل مشاكل في السمع وغير ذلك من مضارها الكثيرة. عدد من الأهالي الذين استطلعت "الوطن" آراءهم، أبدوا تذمرهم من الاستخدام المفرط للأسعاب النارية، خاصة في هذه الأيام المباركة حتى وصل دوي أصواتها للمصلين في صلاتي التراويح والقيام". وقال فرحان العنزي "بصراحة لا يستمتع أطفالي بالعيد دون شراء الألعاب النارية، بشرط أن تكون تحت إشرافي المباشر؛ وذلك لخطورتها عليهم"، غير أنه رفض وبشدة أن يتم الترويج لها، وبيعها خلال العشر الأواخر؛ لأن أصواتها تزعج المصلين. مبارك الحازمي يرى أن في المفرقعات النارية خطورة كبيرة على الأطفال، وهو ضد بيعها في الأسواق. وأضاف قائلا "من يرغب في اقتنائها فليذهب بأولاده إلى محلات الألعاب فهي بديل مناسب". وحاولت "الوطن" أن تسأل أحد باعة البقالات من الجنسية الآسيوية عن كيفية شرائها، وهل يبيعها علنا أم في الخفاء؟، فرفض الإجابة معللا ذلك بعدم بيعها رغم اعتراف الأطفال الموجودين بالقرب من البقالة عليه. كما التقت "الوطن" بأحد الأطفال الذين يبيعون الألعاب النارية في أحد طرقات عرعر، وسألته عن كيفية بيعها رغم المنع، فرفض الحديث. فيما حذرت مديرية الدفاع المدني بمنطقة الحدود الشمالية من مخاطر الألعاب النارية والمفرقعات التي يكثر استخدامها خلال هذه الفترة احتفالا بعيد الفطر المبارك، وما قد ينجم عنها من حوادث قد تتسبب في عواقب وخيمة وأضرار بالغة. وصرح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة الحدود الشمالية، النقيب عبدالرحمن محمد الأحمري ل"الوطن"، أن الدفاع المدني ممثلا بقسم السلامة وبمشاركة بعض الجهات الحكومية تقوم بمنع بيع هذه الألعاب ورصد أماكنها، داعيا في الوقت نفسه إلى ضرورة متابعة الآباء والأمهات لأبنائهم، والحرص على سلامتهم من مخاطر هذه الألعاب.