لم تكد تمضي ساعات على بدء توغل القوات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة حتى بدأ الجيش الإسرائيلي بإحصاء قتلاه وجرحاه في معارك برية أقرت قيادة الجيش الإسرائيلي بأنها صعبة في حين كانت بالنسبة للإسرائيليين العاديين مفاجئة للغاية. وحتى الآن أقر الجيش الإسرائيلي رسميا بمقتل 25 جنديا إسرائيليا منذ الخميس الماضي في حين أكدت مصادر إسرائيلية سقوط 5 جنود قتلى بعد اشتباك مسلح مع مقاتلين من حركة (حماس) في وقت أقر فيه الجيش الإسرائيلي بجرح ما يزيد عن 90 جنديا، بينهم 7 ما زالوا في حال الخطر. ولم يعتاد الجيش الإسرائيلي على اشتباكات مسلحة مع مقاومين من (حماس) تسقط هذا الكم الكبير من القتلى والجرحى، سيما في حربي 2009 و2012 ولذلك فإن الصدمة في صفوف قيادة الجيش الإسرائيلي كانت كبيرة ما استدعى رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بيني جانتس لوصف الاشتباكات المسلحة في غزة بأنها "صعبة وقاسية". وتحدث جنود إسرائيليون خاضوا بعضا من هذه المعارك بأن المقاومين المسلحين من (حماس) باتوا يقاتلون مثل حزب الله في لبنان في إشارة إلى صعوبة المعارك. في هذا الصدد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس لجنود يخدمون في غزة "إن المعركة العسكرية عبارة عن أمر معقد وتحدث فيها لحظات عصية. إنني متأكد بأننا معا وسويا سنحقق الهدف". وبات الإسرائيليون يطابقون ما بين البيانات الصادرة عن كتائب القسام، الجناح العسكري ل(حماس)، وبين الواقع حيث تتطابق هذه البيانات مع واقع الحال في سيارات الإسعاف التي تنقل القتلى والجرحى من الجنود الإسرائيليين إلى المستشفيات الإسرائيلية. وتسلل مقاومون من حماس أمس إلى إسرائيل عبر أحد الأنفاق ما أدى إلى وقوع اشتباك مسلح مع الجنود الإسرائيليين، قال الناطق العسكري الإسرائيلي إنه لم يؤد لوقوع إصابات ثم ما لبثت مصادر إسرائيلية أن أعلنت عن وصول 11 جنديا، بينهم 2 في حال الخطر، إلى المستشفيات الإسرائيلية إثر إصابتهم في غزة. وأعلنت مصادر رسمية إسرائيلية عن وجود "ضحايا" في العملية في وقت قالت فيه مصادر إسرائيلية عن مقتل 5 جنود إسرائيليين أمس. وبالمقابل واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف الأحياء السكنية الفلسطينية في غزة برا وبحرا وجوا ما أدى إلى استشهاد 68 فلسطينيا أمس، حيث قصف مستشفى شهداء الأقصى في غزة ما أدى إلى سقوط 4 شهداء وعشرات الإصابات. وأدى ذلك إلى رفع عدد الشهداء إلى 570 فلسطينيا والجرحى إلى 3162 في اليوم الرابع عشر من العدوان الإسرائيلي. في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه منذ بدء العملية الإسرائيلية في قطاع غزة تم إطلاق 1850 صاروخا على إسرائيل، وهاجم 2603 أهداف في غزة. وتواصل إطلاق الصواريخ أمس وعلى مدار الساعة لتصل مدن وبلدات إسرائيلية في وسط وجنوب إسرائيل وهو ما أدى إلى وقوع أضرار بإحراق عدد من المنازل والسيارات. وأعلنت نجمة داود الحمراء إصابة ما يزيد عن 840 إسرائيليا بسقوط صواريخ على إسرائيل، الكثير منهم أصيبوا بحالة الصدمة. وأعلنت حماس أنها أسرت جنديا إسرائيليا إلا أن إسرائيل امتنعت عن التعليق على هذا التطور الذي أطلق مسيرات ابتهاج في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والداخل الفلسطيني مساء أول من أمس. من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون "إن إسرائيل جاهزة لمواصلة العملية العسكرية في قطاع غزة كلما اقتضت الضرورة، مشيرا إلى أنه سيتم استدعاء المزيد من جنود الاحتياط حسب الحاجة. إلى ذلك تتواصل الاتصالات السياسية في محاول للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة حيث ينتظر أن يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إسرائيل اليوم فيما بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس الموضوع أمس مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل.