استشهد امس شاب وأصيب آخر بجروح بالغة الخطورة في مواجهات بين شبان فلسطينيين وجنود اسرائيليين في قرية عراق بورين شمال غربي نابلس في الضفة الغربية. ووقعت المواجهات عندما دهم مستوطنون نبع مياه في القرية، فتصدى لهم عشرات المواطنين ورشقوهم بالحجارة. ووصلت الى الموقع قوة من الجيش ودارت مواجهات واسعة بين الجنود والمواطنين قتل فيها الشاب محمد ابراهيم قادوس (16 سنة) نتيجة اصابته بعيار ناري في الرأس. بعد ساعات قليلة على قصف طائرات حربية اسرائيلية مطار غزة الدولي أوقع 12 اصابة، تحدى عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب قرار الاحتلال الإسرائيلي إطلاق النار على أي فلسطيني يدخل الحزام الأمني الذي تحاول فرضه على طول الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة بعمق نحو 300 الى 500 متر بقوة النيران. واخترق العشرات الحزام الأمني قرب موقع «كيسوفيم» العسكري الإسرائيلي في منطقة تقع شمال بلدة القرارة جنوب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة أمس. وفي خطوة تمثل تحدياً كبيراً وخطيراً أمام قوات الاحتلال، تقدم المحتجون على الحزام الأمني داخل المنطقة الأمنية العازلة في مسيرة سلمية، ووصلوا الى مسافة لا تبعد عن موقع «كيسوفيم» العسكري سوى عشرات الأمتار فقط، من دون وقوع صدامات. وغرس عدد من الشبان علم فلسطين في منطقة قريبة من الموقع. كما رفع المشاركون في المسيرة التي تنظم للمرة الثالثة في أماكن مختلفة في القطاع بدعوة من «اللجنة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني»، أعلام فلسطين، وشعارات منددة بالحزام الأمني الإسرائيلي، ورددوا هتافات تضامن مع المسجد الأقصى ومدينة القدسالمحتلة. الى ذلك، واصل مسلحون فلسطينيون اطلاق المزيد من الصواريخ البدائية المحلية الصنع في اتجاه مستوطنات اسرائيلية تقع خارج حدود القطاع داخل «الخط الأخضر»، على رغم التهديدات الإسرائيلية برد قاس وعدم السماح بعودة الأمور الى ما قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع. وأعلنت «كتائب شهداء الأقصى - مجلس شورى مجموعات الشهيد أيمن جودة»، احدى الأذرع العسكرية لحركة «فتح» أمس، مسؤوليتها عن اطلاق صاروخين من نوع «أقصى 2» على موقع «كيسوفيم» العسكري الإسرائيلي. وقالت في بيان إن هذه العملية تأتي في اطار الرد الأولي على ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدسالمحتلة ومقدساتها. وكانت «مجموعات الشهيد أيمن جودة» تبنت الخميس الماضي اطلاق صاروخ على ضواحي مدينة المجدل عسقلان (أشكلون) أدى الى مقتل عامل تايلاندي يعمل في الزراعة. وردت اسرائيل على ذلك بقصف منشآت مدنية في مناطق متفرقة من القطاع ليل الجمعة - السبت، لليلة الثانية على التوالي، أسفر عن وقوع 15 إصابة. وأفادت مصادر طبية فلسطينية ان 15 مواطناً أصيبوا بجروح في غارات جوية شنتها طائرات حربية اسرائيلية من طراز «اف 16» أميركية الصنع على مبان ومنشآت في مطار غزة الدولي الواقع جنوب شرقي مدينة رفح جنوب القطاع. وقالت مصادر محلية ل «الحياة» إن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت ثلاث غارات على مطار غزة، ما ادى الى إصابة عدد من المواطنين في المنطقة بجروح نقلوا على إثرها الى مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار في المدينة. وأوضحت مصادر طبية أن ثلاثة مواطنين أصيبوا بجروح متوسطة والباقين بجروح طفيفة. في هذه الأثناء، قالت مصادر عسكرية اسرائيلية إن اسرائيل لن تسمح بعودة الأوضاع الى ما كانت عليه قبل عملية «الرصاص المصبوب في قطاع غزة». وأضافت إلى اذاعة الجيش الإسرائيلي ان استمرار سقوط الصواريخ سيدفع الجيش الإسرائيلي الى خيارات اخرى وتوجيه ضربات إلى مراكز ما وصفه ب «الإرهاب» الفلسطيني في قطاع غزة. وتابعت ان «الجيش يدرك أن حماس لا تطلق الصواريخ، لكنها تتحمل المسؤولية كاملة لأنها تسيطر على غزة».