تعد موائد الإفطار المكية ساحة لتعميق الراوابط بين أبناء الحي والتقاليد الراسخة التي لعبت دوراً كبيرا في التأثير على غرس القيم والأخلاق الحميدة التي تتوارثها الأجيال الحالية عن الآباء والأجداد، وتهدف أيضاً إلى التكافل الاجتماعي وتعد فرصة عظيمة لتعويد الشباب ليكونوا مثالا يحتذى به في فعل الخير أثناء وبعد الشهر الفضيل، والمشروع يضم مجموعة مميزة من المتطوعين يحذون أسلوباً عاماً لحياتهم ويُعدُّ فرصةً سانحة لتعويد الشباب ليكونوا مثالا يحتذى به في أعمال الخير. "الوطن" التقت بعدد من الشباب المشاركين في موائد الإفطار، إذ أوضح مازن لنقا أن تنظيم مثل هذه الموائد يأتي انسجامًا مع رؤية أن شهر رمضان شهر خير وبركة وتكثر فيه المودة والتعاطف والإلفة بين الناس، وتزيد فيه صلة الرحم ويتبادل الناس فيه الزيارات رغبة في أجر إفطار الصائم وتكثر فيه الهدايا والصدقات، ويسعى الناس إلى الإصلاح وأن الطلعة الرمضانية تحتاج منا إلى التجهيز، فعادة ما نقوم بإحضار بعض المأكولات الشعبية والمشروبات المعدة في المنزل تقوم بإعدادها النساء بعد الظهر ثم إحضار هذه الأطباق لنتشارك الخير مع الأصدقاء والجيران. وبين معتز كرداوي بأن الأجواء الرمضانية في المجتمع المكي والأروقة المكية القديمة لا يحلو الإفطار عند بعض الصائمين إلا بوجود مشروب "السوبيا" على مائدة الإفطار، مما يجعلها تحتل المرتبة الأولى بين مشروبات شهر رمضان المبارك، واصفا إياها بعمدة السفر في رمضان. ويصف ماجد حسين الإفطار الجماعي بأنه لبنة واحدة تحت سقف واحد يتناول الجميع طعام الإفطار دون أن يعرف أحدهم طعام من هذا، فكل شخص يحضر طعامه معه فتختلط الأواني، بما يجعل معرفة طعام هذا أو ذاك مستحيلة. ويأكل الفقير من مائدة الغني الثرية، ويدخل الغني يده في مائدة الفقير الفقيرة، ويتم تبادل الأطعمة أثناء ذلك.