تعيش الضاحية الجنوبية من بيروت هاجس عودة التفجيرات، حيث اتخذ "حزب الله" إجراءات أمنية جديدة، ورغم وجود الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، إلا أن الحزب أغلق مداخل الضاحية بحواجز أمنية واتخذ تعزيزات كبيرة، كما أدعى بعض قادته أن سبب هذه الإجراءات يعود إلى اكتشاف نفق سري تحت الأرض قرب مستشفى "الرسول الأعظم" ويمتد حتى مخيم برج البراجنة الفلسطيني، حيث استقدم جرافات إلى المكان. إلا أن مصدر مطلع نفى صحة تلك الادعاءات، وقال النائب السابق صلاح الحركة في تصريحات ل"الوطن"، إن النفق قديم ومعروف، وجرى البناء فوقه. في هذا الوقت أفيد أن تحرك الجيش اللبناني على الحدود مع سورية جاء بعد معلومات عن احتمال تعرض حواجز وثكنات للجيش إلى عمليات إرهابية هناك. ووفقاً لذلك تمت زيادة الإجراءات الأمنية والتعميم على كافة الأجهزة للمساعدة، عبر المراقبة والرصد الدقيق بهدف القيام بخطوات وقائية تجنب الوطن والمؤسسة العسكرية أي مخاطر محتملة. وفي سياق الحراك الحالي لاختيار رئيس جديد، ما زال اللبنانيون يترقبون ظهور نتائج اللقاء الذي جمع في وقت متأخر أول من أمس بين رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، والرئيس السابق ميشال سليمان في باريس. ورغم ذلك يرجح مراقبون استمرار الشغور الرئاسي، مع ما يمثله ذلك من تهديدات، لا سيما إذا ما أقدم حزب الله على ارتكاب حماقة جديدة بالتورط في العراق. من جانبه، يقول رئيس "حركة التغيير" وعضو الأمانة العامة في قوى 14 آذار إيلي محفوض فيي تصريحات ل"الوطن": "لا أحد ينتظر أن تكون جلسة مجلس النواب اليوم مختلفة، أو حدوث تغيير جذري في الشكل والمضمون عن الجلسات السابقة ومن الواضح أن تعطيل انتخابات الرئاسة كان هدفا أساسيا لحزب الله، حتى قبل انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان". إلى ذلك، أثارت تصريحات عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسين الموسوي التابع لحزب الله سخرية عدد من السياسيين اللبنانيين، حيث أعلن موقف الحزب من اختيار الرئيس القادم، مشيراً إلى أنه لن يرضى برئيس لا يعمل على حماية ما يسمى "المقاومة". وقال خلال احتفال أقامه الحزب: "نريد رئيسا للجمهورية لا يقف في طريقنا عندما ندافع عن كل لبنان واللبنانيين"، داعياً إلى "التفاهم في موضوع رئاسة الجمهورية لكي يأتي رئيس ينسجم مع الخط الوطني المقاوم ويكون متوافقاً عليه". وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي مازن الأمين في تصريحات ل"الوطن"، إن الحزب المذهبي كشف عما كان يجتهد لإخفائه، وأفصح عن وجهه بكل سفور، حيث اتضح أنه لا يريد سوى رئيس بمواصفاته الخاصة، ليوفر غطاءً دستورياً لتجاوزاته العديدة، واستقوائه على الدولة، واعتماده على لغة السلاح التي لم تجلب إلى بلادنا سوى الخراب والاضطراب. وأضاف "ساكن قصر بعبدا القادم ينبغي أن يكون رئيساً لكل اللبنانيين، وأن يعمل على إعادة هيبة الدولة التي سلبتها ممارسات الحزب المذهبي، الذي يريد أن يحكم البلاد وفق أجندة إيرانية، وأن يستخدم لذلك أسلحة إيرانية، وكأننا أصبحنا مجرد محافظة تابعة لولاية الفقيه. والرئيس المقبل يجب أن يكون رئيساً صنع في لبنان وليس في طهران كما يريد حزب الله".