نفت وزارة الداخلية المصرية أمس دخول بعض من عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" مصر عن طريق سيناء. جاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه جهاز الأمن الوطني أن قواته تمكنت بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية بالشرقية، من القبض على أحد أعضاء التنظيم المتطرف بمركز منيا القمح، وأضاف الجهاز "المتهم يدعى محمد فرج، وأنه قام بتكوين خلية تابعة للتنظيم داخل البلاد من أجل نشر الفوضى والتخريب في مصر". بدورها، بدأت القوات المسلحة المصرية عمليات موسعة لتأمين الحدود الشرقية، من خلال تكثيف الدوريات الأمنية، والدفع بعناصر إضافية من قوات حرس الحدود لتأمين شبه جزيرة سيناء، تحسباً لأي عمليات عدائية محتملة ضد مصر خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تعاظم الاضطرابات في العراق، وسيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على مدن هناك، ومخاوف من توسع نفوذه وتمكنه من السيطرة على العاصمة بغداد. وكثفت القوات المسلحة إجراءات التأمين على مختلف النقاط الحدودية في شبه جزيرة سيناء شمالاً وجنوباً، من خلال التشكيلات التعبوية للجيشين الثاني والثالث الميدانيين، من أجل إحكام السيطرة ومواجهة أي عمليات اختراق أو تسلل عبر الحدود الشرقية لمصر، كما تمت زيادة الدوريات والنقاط الأمنية على الحدود المختلفة خلال الوقت الراهن، تحسباً لأي تهديدات محتملة. وبدأت القوات البحرية خطة محكمة لتأمين سواحل البحر المتوسط، خاصة المنطقة الواقعة من رفح حتى بورسعيد من أجل إحباط أية محاولات تهريب عبر الحدود البحرية، لمواجهة أي محاولة من عناصر "داعش" للتسلل من العراق عبر سورية، إلى سواحل المتوسط، ومنها إلى شواطئ رفح والشيخ زويد من خلال قوارب الصيد، إلى جانب تأمين سواحل البحر الأحمر بشكل كامل تحسباً لاختراق مياه الخليج العربي إلى مصر. من جهتهم، أكد عدد من الخبراء الأمنيين على أهمية اتخاذ أجهزة الأمن المصرية إجراءات احترازية لمواجهة احتمال تسلل عناصر من تنظيم "داعش" إلى مصر. وقال الخبير الأمني العميد خالد عكاشة في تصريحات ل"الوطن" "يجب تشديد الإجراءات الأمنية، تحسباً لتفشي ظاهرة العائدين من داعش، أسوة بما حدث من قبل في تنظيمات العائدين من ألبانيا التي حوكم فيها 107 من الأصوليين أمام المحكمة العسكرية العليا، والتي تصدر لائحة المتهمين فيها زعيم القاعدة أيمن الظواهري، وشقيقة محمد، وكذلك قضية العائدين من أفغانستان التي ضمت 26 متهماً، فضلاً عن أن داعش من الممكن أن يقوم بتوفير الدعم للجماعات الإرهابية داخل مصر". وأضاف "تقسيم العراق سيمثل خطرا على الأمن القومي العربي، وذلك بسبب امتلاك التنظيم معدات عسكرية أحدثت نقل نوعية في الإمكانيات المادية والتسليح". ومن جانبه قال الخبير العسكري والاستراتيجي حسن الزيات "تنظيم داعش نشأ بالأساس في العراق ثم وجد في سورية، وهو فرع من تنظيم القاعدة، تدعمه مرتزقة من الدول العربية والأوروبية، وتلك التنظيمات تريد دخول مصر، باعتبارها إحدى أكبر الدول العربية، وخطورة داعش أنه تنظيم انفصالي يريد إنشاء ما يسمى بالولاية الإسلامية، والجيش العراقي لم يثبت فاعليته تجاه أي تنظيم إرهابي سواء في الداخل أو الخارج، وبالتالي يجب إعادة النظر في تسليحه وقيادته، ويجب الانتباه إلى أن المشكلة في العراق قائمة على تأجيج الصراع بين السنة والشيعة". في سياق منفصل، أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس قرارا بإنشاء اللجنة العليا للإصلاح التشريعي برئاسة رئيس الوزراء إبراهيم محلب، والذي من المقرر أن تؤدي حكومته الجديدة اليمين الدستورية اليوم. وتهدف اللجنة إلى إعداد وبحث ودراسة مشروعات القوانين والقرارات الجمهورية، وقرارات الحكومة اللازم إصدارها أو تعديلها، وبحث ودراسة ومراجعة مشروعات القوانين الرئيسة، بهدف تطوير التشريعات وتوحيدها وتجميعها، وبحث ودراسة المشروعات التي يرى رئيس اللجنة العليا عرضها عليها.